12 أكتوبر 2025 16:01
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسلام أباد تُغلق المعابر بعد مقتل العشرات في اشتباكات دامية

أغلقت إسلام أباد، الأحد، جميع المعابر الحدودية مع أفغانستان بعد اشتباكات عنيفة دارت بين قوات البلدين على امتداد الحدود المشتركة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين وتدمير عدد من المواقع العسكرية.

وقالت وكالة “رويترز” إن القوات الأفغانية التابعة لحكومة طالبان أطلقت النار، مساء السبت، على مواقع حدودية باكستانية، مشيرة إلى أن وزارة دفاع طالبان أعلنت أن الهجوم جاء ردًا على الغارات الجوية الباكستانية التي استهدفت داخل الأراضي الأفغانية في وقت سابق من الأسبوع.

وفي المقابل، أكدت السلطات الباكستانية أن جيشها رد بقوة، مستخدمًا القصف المدفعي المكثف على مواقع طالبان، ما أسفر عن تدمير عدد من النقاط الحدودية الأفغانية.

وأفادت وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية (APP) بأن “الرد الباكستاني كان قويًا وفعالًا، وأدى إلى مقتل العشرات من الجنود الأفغان والمسلحين”.

وأعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابول، أن القوات الأفغانية استولت على 25 موقعًا عسكريًا باكستانيًا، وقتلت 58 جنديًا باكستانيًا وأصابت 30 آخرين خلال “هجمات ليلية منسقة”، مؤكدًا أن “الوضع على الحدود تحت السيطرة الكاملة”، وفق تعبيره.

من جانبها، أكدت مصادر أمنية باكستانية أن تبادل إطلاق النار تراجع صباح الأحد، غير أن إطلاق نار متقطع لا يزال يُسمع في منطقة كورام الحدودية. وأوضحت المصادر أن المعابر الرئيسية في طورخم وتشمن أُغلقت بالكامل، إلى جانب ثلاثة معابر ثانوية هي خرلاشي وأنجور أدا وغلام خان.

ويبلغ طول الحدود بين البلدين نحو 2600 كيلومتر، وتشهد منذ سنوات توترات مزمنة بسبب اتهامات متبادلة بين إسلام أباد وكابول؛ إذ تتهم باكستان حكومة طالبان بـ”إيواء عناصر من حركة طالبان باكستان (TTP)” التي تشن هجمات ضد القوات الباكستانية، فيما تنفي كابول تلك المزاعم.

وقال مسؤول أمني باكستاني لوكالة “أسوشيتد برس” إن الغارات الجوية التي نفذها الجيش الباكستاني الخميس الماضي كانت تستهدف زعيم حركة طالبان باكستان (TTP) في كابول، مشيرًا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان قد نجا من القصف أم لا.

وبينما يسود الهدوء الحذر مناطق الاشتباك، تُثير هذه التطورات مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح بين الجارتين النوويتين، في وقتٍ يعاني فيه البلدان من اضطرابات سياسية وأمنية متزايدة.