لهذا السبب.. الباحثون يحذرون من مسكنات الألم والكحول بعد لقاح الإنفلونزا

كشف تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن أن بعض العادات الشائعة قبل وبعد تلقي لقاح الإنفلونزا قد تقلل من فعاليته أو تزيد من الشعور بالمضاعفات، رغم تأكيد الأطباء على أن اللقاح آمن وفعال.

وأوضح التقرير أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا ينصح لهم بتلقي اللقاح، ويشمل ذلك كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث يساعد التطعيم على تقليل خطر الإصابة بالمرض لأكثر من نصف.

وأشار التقرير إلى أن أحد أكبر الأخطاء الشائعة هو تناول مسكنات الألم قبل التطعيم بشكل استباقي، فالأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين يمكن أن تقلل من استجابة الجسم المناعية، إذ تمنع الالتهاب الضروري لتكوين الأجسام المضادة الواقية، ويعتبر الباراسيتامول آمنًا لتخفيف الأعراض الجانبية الخفيفة، مثل ألم الذراع أو الحمى المنخفضة، إلا أن تناوله قبل التطعيم قد يقلل من فعالية اللقاح بطريقة مماثلة.

وأضاف التقرير أن الإفراط في استخدام مسكنات الألم له مخاطره الخاصة، حيث أظهرت دراسة واسعة النطاق استمرت لفترة طويلة وشملت أكثر من نصف مليون شخص فوق سن الـ65 أن الاستخدام المنتظم للباراسيتامول كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة، وفشل القلب، وأمراض الكلى، حتى مع الاستخدام المنخفض مرتين فقط خلال 6 أشهر، وارتبط أيضًا بارتفاع احتمالية النزيف في الأمعاء.

ونصح البروفيسور تشانج، الذي قاد الدراسة، باستخدام مسكنات الألم عند الحاجة فقط وبأقل جرعة فعالة، مشددًا على ضرورة توخي الحذر الشديد للأشخاص فوق سن الـ65.

كما أشار التقرير إلى أن تناول المشروبات الكحولية قد يزيد من سوء الأعراض بعد التطعيم، لأن الإفراط في الكحول يضعف جهاز المناعة عبر تأثيره على قدرة خلايا الدم البيضاء على مكافحة العدوى، ويزيد من احتمالية التعب وآلام العضلات والألم حول موقع الحقن، كما أنه مدر للبول ما يزيد فقدان السوائل ويؤدي إلى الجفاف، مما قد يؤخر إنتاج الأجسام المضادة ويقلل فعالية اللقاح قليلاً.

وأشار الخبراء أيضًا إلى تأثير التمارين الرياضية على الاستجابة المناعية للقاح، حيث ينصح بتجنب التمارين الشاقة لمدة يوم أو يومين بعد التطعيم لأنها قد تزيد من التعب والصداع، بينما يبدو أن النشاط المعتدل له تأثير معاكس، إذ أظهرت دراسة عام 2022 أن الأشخاص الذين مارسوا المشي السريع أو الركض أو ركوب الدراجات بعد التطعيم لمدة 90 دقيقة أنتجوا أجسامًا مضادة أكثر دون زيادة الأعراض الجانبية.