13 أكتوبر 2025 20:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ملحمة الحرية تبدأ من غزة.. 2000 أسير فلسطيني يعانقون الشمس بعد سنوات من القهر

ومصر تفتح أبوابها لـ154 مبعدًا في "طوفان الأحرار 3"

بعد سنوات من الألم والحرمان، كُسر القيد أخيرًا، وتنفّس 2000 أسير فلسطيني نسيم الحرية، في واحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى في التاريخ الحديث، ضمن صفقة “طوفان الأحرار 3″، التي جاءت ثمرة صمود المقاومة الفلسطينية وجهود مصر وقطر والوسطاء الدوليين.

فمع انطلاق أولى الحافلات الـ38 من سجون الاحتلال، حملت الوجوه المرهقة ملامح النصر والدهشة، بينما كان أهالي الأسرى في غزة ورام الله والقدس يعيشون لحظات من الفرح الممزوج بالدموع، استعدادًا لاحتضان أحبّتهم بعد سنوات طويلة من الغياب خلف القضبان.

وأكد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أن المرحلة الحالية شملت إطلاق سراح أسرى معتقلين منذ عقود، إلى جانب إبعاد 154 أسيرًا إلى الخارج، نُقلوا عبر معبر رفح إلى مصر لاستكمال ترتيبات الإفراج، مشددًا على أن المقاومة تمسكت بأسماء الأسرى وأجبرت الاحتلال على الالتزام بالقوائم المعتمدة.

وفي مشهدٍ إنساني مؤثر، احتشدت الجماهير الفلسطينية في خان يونس ورام الله لاستقبال الأحرار وسط هتافات ورايات الفصائل، فيما وثّقت عدسات العالم اللحظة التي تحولت فيها أحلام الحرية إلى واقعٍ حيّ.

وفي المقابل، حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي كبح موجة الفرح، فأصدرت أوامر تمنع التجمعات والاحتفالات في القدس والضفة، واستدعت عائلات الأسرى المحررين لإجبارهم على توقيع تعهدات بعدم تنظيم أي مظاهر احتفال، كما أُصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظار ذويه أمام سجن عوفر غرب رام الله.

وبحسب وكالة رويترز، كان نحو 1966 أسيرًا فلسطينيًا قد استُعدوا منذ الصباح داخل حافلات الاحتلال لنقلهم نحو الحرية، بينهم 250 محكومًا بالمؤبد من المتوقع إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية والقدس والخارج.

وفي تطور موازٍ، تسلمت طواقم الصليب الأحمر أسيرين إسرائيليين أفرجت عنهما وحدة الظل التابعة للفصائل الفلسطينية من مدينة رفح، وهما تال شوهام وأفيرا منجيستو، في إطار الدفعة السابعة من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ويُذكر أن منجيستو أُسر عام 2014، بينما وقع شوهام، وهو جندي في الموساد الإسرائيلي، في الأسر خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 في عملية طوفان الأقصى.

وأعلنت كتائب القسام أيضًا الإفراج عن مجموعة من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، بينهم بار أبراهام كوبرشتاين وأفيتار دافيد ويوسف حاييم أوحانا وآخرون، ضمن التزامها بالمرحلة الثالثة من الصفقة.

صفقة “طوفان الأحرار 3” لم تكن مجرد تبادلٍ للأسرى، بل رسالة نصرٍ وصمودٍ تُعيد رسم ملامح المشهد السياسي في المنطقة، وتؤكد أن إرادة الحرية لا تنكسر مهما طال الليل.