15 أكتوبر 2025 09:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

جسر دمياط التاريخي يتحول من أثر عتيق إلى منارة ثقافية تضيء الكورنيش

تحول كوبرى دمياط التاريخي، الذي شُيّد قبل أكثر من 130 عامًا بنفس خامات وأدوات برج إيفل الفرنسي، إلى أيقونة ثقافية حديثة تعكس تزاوج التاريخ بالصناعة والفن في قلب محافظة دمياط.

هذا المعلم الفريد، الذي عُرف باسم “جسر الحضارة”، يُعد أحد أقدم الكباري المعدنية المتحركة في العالم، وبات اليوم مركزًا للإبداع والأنشطة الثقافية بعد عملية تطوير كبرى بلغت تكلفتها 65 مليون جنيه.

بدأت القصة عام 1890 حين بُني الكوبري في محافظة الجيزة باستخدام نفس المواد التي شُيّد بها برج إيفل، ليتم بعد ذلك، في 1927، نقل جزء منه بطول 170 مترًا إلى دمياط لتسهيل عبور المركبات بين ضفتي النيل.

ظل الجسر يخدم الأهالي أمام سوق السمك الرئيسي حتى عام 2007، حين قررت المحافظة نقله إلى موقعه الحالي أمام مكتبة مصر العامة على كورنيش المدينة، ليبدأ فصل جديد في تاريخه الطويل.

بحلول عام 2023، اكتمل مشروع تطوير جسر الحضارة ليصبح مركزًا ثقافيًا متكاملاً يضم ثلاث قاعات، بينها قاعة مكشوفة للمحاضرات والفعاليات، ومناطق مخصصة لتدريب الشباب على المشغولات اليدوية والفنون التراثية.

ولا تزال أجزاء من هيكله الأصلي شاهدة على عراقة البناء، حيث تتوسط الجسر تروس معدنية أثرية كانت تُستخدم قديمًا لتحريك الكوبري.

وأكد الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط أن مشروع التطوير لم يكن مجرد تجديد إنشائي، بل خطوة لتحويل الأثر إلى منارة ثقافية تنقل تراث المدينة للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن الجسر أصبح اليوم رمزًا لهوية دمياط الحديثة ومقصدًا للسياح والمهتمين بالتاريخ الصناعي المصري.

وهكذا يروي جسر الحضارة في دمياط قصة فريدة تجمع بين عبق الماضي وروح المستقبل، تمامًا كما يجمع الحديد الصلب بالجمال الإنساني الخالد.