توتر متصاعد بين إسرائيل وحزب الله واحتمال مواجهة عسكرية يلوح في الأفق

تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا ينذر بمواجهة وشيكة، وسط حالة من القلق داخل الأوساط العسكرية والسياسية في تل أبيب، بعد رصد ما وصفته صحيفة معاريف العبرية بـ«التحركات المقلقة» لحزب الله في جنوب لبنان.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع للصحيفة إن الجيش “يراقب عن كثب محاولات حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية وتغيير انتشاره الميداني”، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية تعمل باستمرار لمنع “تجذر التهديدات مجددًا” على الحدود الشمالية.
وفي كلمة حادة اللهجة، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، اللواء إيال زامير، خلال مراسم تبديل قائد الفيلق الشمالي: “لن نسمح للتهديدات بالنمو… أعيننا مفتوحة وأيدينا على الزناد، سواء كانت بندقية أو دبابة أو طائرة مقاتلة”.
وأضاف أن الفيلق الشمالي يشكل “الركيزة الأهم في القوة الدفاعية لإسرائيل”، مشددًا على أن مهمته الرئيسية هي الاستعداد ليوم المواجهة الكبرى وقيادة العمليات الميدانية لتحقيق “إنجازات استراتيجية حاسمة”.
ووفقًا لتقرير معاريف، رصد الجيش الإسرائيلي مؤخرًا تحركات لعناصر حزب الله في قرى التماس بريف الجنوب اللبناني، حيث يُعتقد أنهم يسعون لاستخراج صواريخ ومعدات عسكرية من مخازن تحت الأرض، وهو ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي إلى تنفيذ سلسلة من الغارات الوقائية ضد أهداف يشتبه في ارتباطها بتلك الأنشطة.
كما أعلن الجيش عن تعزيز قواته على الحدود اللبنانية بزيادة قوام الفرقة 91 إلى ثلاثة ألوية تمتد من البحر حتى الجبل، إضافة إلى نشر “لواء الجبال” في منطقتي جبل دوف وتلال كفر شوبا، تحت إشراف فرقة الباشان المتمركزة في هضبة الجولان.
يأتي هذا التصعيد بينما تستمر إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع لبنان منذ نوفمبر 2024، بأكثر من 4500 انتهاك خلفت مئات القتلى والجرحى، في حين يؤكد حزب الله التزامه ببنود الاتفاق مع احتفاظه بحق الرد.
وفي بيروت، زادت حدة التوتر بعد تكليف رئيس الحكومة نواف سلام الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الجاري، وهو ما اعتبره حزب الله «مخالفة ميثاقية»، مؤكدًا على لسان أمينه العام نعيم قاسم أن الحزب “لن يسلم سلاحه إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف عدوانها والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار”.
تعليقات 0