«بعد قفزة تاريخية».. أسعار الذهب في الصاغة اليوم السبت 18 -10-2025

شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 حالة من الاستقرار النسبي، وذلك بعد قفزة قوية في سعر عيار 21 أعقبها تراجع محدود، وسط تذبذب مستمر في مستويات الأعيرة المختلفة.

وسجل سعر الذهب من عيار 24 نحو 6580 جنيهًا للجرام، بينما بلغ سعر عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المحلي نحو 5750 جنيهًا، وسجّل عيار 18 مستوى 4937 جنيهًا، أما سعر الجنيه الذهب فقد وصل إلى 46080 جنيهًا.

وعلى الصعيد العالمي، أوضح إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، أن الأسواق الدولية تشهد واحدة من أعنف موجات شراء الذهب في التاريخ الحديث، حيث قفزت الأونصة إلى مستوى قياسي جديد بلغ 4380 دولارًا، بزيادة 118 دولارًا خلال 24 ساعة فقط، لترتفع مكاسب المعدن الأصفر إلى أكثر من 63% منذ بداية عام 2025، في ما وصفه بأنه أقوى صعود على الإطلاق دون مؤشرات واضحة على تراجع وشيك.

وأضاف واصف أن هذا الارتفاع الاستثنائي يأتي مدفوعًا بحالة القلق المتصاعدة في الأسواق العالمية، وضعف البنوك الإقليمية الأمريكية، والتوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الاجتماعين المقبلين للاحتياطي الفيدرالي.

وأشار إلى أن موجة الصعود الحالية للذهب هي الأطول منذ سبعة عشر عامًا، حيث واصلت الأسعار العالمية ارتفاعها للأسبوع التاسع على التوالي، ما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.

وأوضح أن السبب الجوهري في هذا الارتفاع التاريخي يعود إلى زيادة ملحوظة في مشتريات البنوك المركزية حول العالم، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني الذي يشتري الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، بالإضافة إلى تدفقات مالية ضخمة نحو صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، مدعومة أيضًا بارتفاع الاستهلاك في الأسواق الآسيوية، وخاصة في الهند التي تشهد موسم مهرجانات سنويًا يعزز الطلب الاستهلاكي.

وأشار إلى أن التوترات بين بكين وواشنطن تُعد عاملًا إضافيًا في تعزيز مكاسب الذهب، خاصة بعد تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على بعض السلع الصينية، ورد صيني بتهديدات مماثلة، ما زاد من مناخ القلق العالمي ودفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن.

وأشار إلى أن هذه المؤشرات تدعم توقعات استمرار الصعود خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل نهج الاحتياطي الفيدرالي الحذر تجاه السياسة النقدية، وسط ترجيحات من مؤسسة جولد مان ساكس باقتراب سعر الأونصة من حاجز 4900 دولار في المدى المتوسط، مدفوعًا بتصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي، وعلى رأسهم جيروم باول وكريستوفر والر، التي عززت بدورها هذه التوقعات الإيجابية.