المتحف المصري الكبير رمز للاستدامة والمعمار البيئي المستلهم من حضارة الفراعنة

قال الدكتور مصطفى الشربيني، الرئيس التنفيذي لمعهد الاستدامة والبصمة الكربونية، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظة تاريخية للعالم، ليس فقط لما يضمه من آثار ضخمة، بل لما يحمله من فلسفة بيئية عميقة مستمدة من حكمة المصري القديم، الذي أسس لمبادئ الاستدامة منذ أكثر من سبعة آلاف عام.
وأضاف الشربيني، أن المتحف لا يقتصر على كونه مكانًا للعرض، بل هو صرح يربط الماضي بالحاضر ويعيد صياغة دور مصر كمنارة حضارية وبيئية للعالم.
كما أكد أن المصري القديم بنى حضارته على التوازن بين الإنسان والطبيعة، مع اعتماد الاقتصاد المحلي، وحماية النيل، وابتكار أنظمة زراعية وهندسية ومعمارية مستدامة، وهو ما جعله أول نموذج حضاري “أخضر” في التاريخ.
وأشار الشربيني إلى أن المعماري المصري القديم لم يستخدم المباني الحجرية فقط، بل أنشأ أنظمة بيئية متكاملة تعتمد على الطاقة الشمسية، التهوية الطبيعية، والمواد العضوية المتجددة، وهو ما يعكس مبادئ الحياد الكربوني الحديثة.
كما شدد على أن الاستدامة عند المصري القديم كانت قيمة أخلاقية وروحية، حيث كان احترام البيئة جزءًا من العدالة والخلود.
وحول المتحف المصري الكبير، أوضح الشربيني أنه صرح معاصر يجسد الفكر المصري الأصيل، إذ يقع في مثلث يربط بين الأهرامات والنيل والصحراء، وتم تصميمه لاستغلال حركة الشمس والرياح لتقليل استهلاك الطاقة، مع استخدام مواد محلية صديقة للبيئة وأنظمة تهوية وتبريد موفرة للطاقة، ليكون نموذجًا للمباني المستدامة الحديثة المستلهمة من عبقرية الأجداد.
واختتم بالقول إن المتحف سيكون منصة عالمية لتعليم البشرية درس الاستدامة، موضحًا أن مصر الحديثة تستعيد هذا الإرث عبر مشروعات التحول الأخضر والطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري، بالإضافة إلى برامج تدوير المخلفات، مبادرة حياة كريمة، التنمية الريفية، المبادرات الرئاسية في المناخ، والحياد الكربوني في المدن الجديدة، لتؤكد مصر بذلك أن الاستدامة ليست شعارًا، بل أسلوب حياة مستلهم من التاريخ.


تعليقات 0