22 أكتوبر 2025 22:12
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تعامد الشمس على معابد أبو سمبل اليوم: لحظة فلكية مذهلة تضيء قدس الأقداس بعد إعادة البناء

شهدت معابد أبو سمبل اليوم ظاهرة فلكية مبهرة، حيث تعامدت أشعة الشمس على قدس الأقداس في معبد رمسيس الثاني، لتضيء تمثال الملك جنبًا إلى جنب مع المعبودين رع حور آختي وآمون، بينما يظل تمثال “بتاح” في الظلام، كما كان المصريون القدماء يخططون منذ أكثر من 3200 عام.

اكتشفت المستكشفة الإيطالية إميليا إدوارد هذه الظاهرة لأول مرة عام 1874، وسجلتها في كتابها الصادر عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”.

وتعود فكرة المعبد نفسه إلى الملك رمسيس الثاني الذي شيد المعبدين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد (1264–1244 ق.م.) تكريمًا لانتصاراته، حيث يضم المعبد الكبير أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني بارتفاع يزيد على 20 مترًا، بينما يحتوي المعبد الصغير المكرس للملكة نفرتاري على ستة تماثيل يصل ارتفاعها إلى نحو 10 أمتار.

أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، أن تعامد الشمس كان يحدث سابقًا يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، لكن بعد نقل المعبد خلال مشروع إنقاذ معابد النوبة بين 1960 و1980، أصبح موعد التعامد 22 أكتوبر و22 فبراير سنويًا.

وأضاف أن هذا التصميم الفلكي كان مرتبطًا بـ بدء الموسم الزراعي والحصاد، أو بميلاد رمسيس الثاني وتوليه العرش.

تستمر الظاهرة حوالي 20 إلى 25 دقيقة، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي بطول 60 مترًا لتضيء قدس الأقداس، وتبرز براعة المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة المعمارية، إلى جانب قدرتهم على رصد الكواكب وتقسيم السنة إلى ثلاثة فصول، مع ابتكارهم للساعة الشمسية.

وليس معبد أبو سمبل وحده الذي تتعامد عليه الشمس، إذ تتكرر هذه الظاهرة في معبد قصر قارون بالفيوم، معبد الكرنك بالأقصر، وكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير بالشرقية، لتجمع بين البعد الفلكي والديني والثقافي، وتصبح مناسبة سياحية وروحية سنوية.

رمسيس الثاني لم يكن فقط ملك الحروب، بل رائد السلام، فقد أبرم أقدم معاهدة سلام في التاريخ مع الحيثيين، وبنى عددًا من المسلات والمباني والمعابد التي تركت إرثًا خالدًا في مصر والعالم، لتظل معابد أبو سمبل رمزًا للبراعة الهندسية والفلكية للمصريين القدماء.