24 أكتوبر 2025 13:38
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ترمب يسعى إلى “نصر سريع” في قمته مع شي جين بينج رغم التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

بينما تشتعل الساحة الاقتصادية العالمية بترقب اللقاء الحاسم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج، يسعى ترمب إلى تحقيق “فوز سريع” يعيد له الزخم السياسي والدبلوماسي، حتى وإن لم يصل الاتفاق المرتقب إلى مستوى الحل الشامل للخلافات المزمنة بين أكبر اقتصادين في العالم.

اللقاء الذي يأتي ضمن جولة آسيوية واسعة لترمب، يحمل رهانات كبيرة تتعلق بالرسوم الجمركية، وأشباه الموصلات، ومستقبل تايوان، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتبادل القيود والعقوبات بين البلدين.

كشفت وكالة بلومبرغ أن ترمب يطمح خلال اجتماعه المقبل مع الرئيس الصيني إلى تحقيق نتائج ملموسة يمكن تسويقها كإنجاز سياسي، ولو لم ترق إلى اتفاق نهائي.

ويعتزم الرئيس الأميركي تمديد تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الصينية مقابل التزامات من بكين تشمل استئناف شراء فول الصويا، وتشديد الرقابة على مادة الفنتانيل، ورفع القيود المفروضة على المعادن النادرة.

وفي تصريحات للصحافيين، قال ترمب إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق “حول كل شيء”، مشيراً إلى رغبته في إشراك شي جين بينج في جهود الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز صورته كصانع سلام بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

تزامناً مع ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت تفاصيل جولة ترمب الآسيوية التي تشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، حيث سيشارك في قمم “آسيان” و”أبيك” ويعقد لقاءات ثنائية مع قادة المنطقة.

ويرى محللون أن ترمب يركز على المكاسب الشكلية أكثر من المضمون، إذ يسعى لتخفيف التوترات التجارية من دون معالجة جوهر الخلافات الاقتصادية، خاصة في ملف التكنولوجيا وأشباه الموصلات. في المقابل، يتمسك شي جين بينج بنهج استراتيجي طويل الأمد يستند إلى تفوق الصين في التصنيع والسيطرة على الموارد النادرة.

وترى هنريتا ليفين، مستشارة سابقة بالبيت الأبيض، أن الصين تمسك بزمام المبادرة في هذه المرحلة، فيما تحاول إدارة ترمب إيجاد توازن بين الضغوط الداخلية والحفاظ على المصالح الاقتصادية.

أما سون تشينجهاو، الباحث في جامعة تسينجهوا، فأكد أن نفوذ بكين في سوق المعادن النادرة ليس “ورقة مساومة بسيطة”، وأن أي تراجع صيني سيتطلب تنازلات أميركية ضخمة يصعب تمريرها سياسياً.

وتثير هذه التوترات مخاوف في العواصم الآسيوية من أن تؤدي رغبة ترمب في تحقيق مكاسب سياسية سريعة إلى تنازلات تمس الأمن القومي، خاصة في ملف تايوان الذي وصفه الرئيس الأميركي بأنه “نقطة ضعف” لدى نظيره الصيني.

ومع استمرار التصعيد التجاري، فرضت الصين عقوبات جديدة على شركات أميركية، بينما هدد ترمب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية بداية نوفمبر المقبل، ما ينذر بتجدد الحرب التجارية بين القوتين.

رحلة ترمب التي تشمل ماليزيا وطوكيو وسيول، تمثل اختباراً دبلوماسياً جديداً، إذ يسعى خلالها إلى عقد تفاهمات تجارية مع كوريا الجنوبية واليابان، ووقف النزاع الجمركي مع البرازيل، إضافة إلى احتمال لقاءات مع قادة فيتنام وتايلندا وكمبوديا على هامش قمم “آسيان”.