25 أكتوبر 2025 00:30
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ترامب يهدد بوقف دعم إسرائيل بسبب مشاريع ضم الضفة الغربية.. ونتنياهو في ورطة

في تحول غير مسبوق في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا حادًا لحكومة بنيامين نتنياهو، ملوحًا بوقف كامل للدعم الأميركي إذا مضت إسرائيل في تنفيذ مشاريع ضم الضفة الغربية، في خطوة وصفتها الأوساط السياسية بأنها “صفعة دبلوماسية” من أقرب حلفاء تل أبيب.

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفه بوضوح قائلا إن “ضم الضفة الغربية لن يحدث”، مبررًا ذلك بالتزامه بتعهداته أمام الدول العربية، ومشيرًا إلى أن أي خطوة إسرائيلية أحادية ستؤدي إلى خسارة إسرائيل لكل أشكال الدعم الأميركي. وأضاف أنه أبلغ نتنياهو صراحة: “لا يمكنك محاربة العالم”، في رسالة حملت إنذارًا سياسيًا يعيد رسم ملامح العلاقة بين واشنطن وتل أبيب بعد سنوات من الانسجام الكامل.

وشدد نائب الرئيس جي دي فانس على أن تصويت الكنيست على مشاريع الضم “حيلة سياسية غبية”، بينما أوضح وزير الخارجية ماركو روبيو خلال زيارته لإسرائيل أن أي خطوة من هذا النوع “ستقوض اتفاق غزة” وتضر بالتفاهمات الثنائية حول التهدئة.

ورداً على الموقف الأميركي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليق جميع مشاريع القوانين الخاصة بفرض السيادة على الضفة الغربية “حتى إشعار آخر”، واصفًا تصويت المعارضة بأنه “استفزاز متعمد” يهدف لإرباك العلاقات مع واشنطن. وجاء القرار بعد ضغوط مباشرة من الإدارة الأميركية، التي أرسلت أربعة من كبار مسؤوليها إلى إسرائيل لمتابعة التزاماتها بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وبالتوازي، أعادت منظمة التعاون الإسلامي وعدد من الدول العربية الموقف العربي إلى الواجهة من خلال بيان مشترك أدان مشاريع الضم، مؤكدًا أن “لا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة” ، هذا الدعم العربي، وفق مراقبين، منح ترامب مساحة للمناورة بين الضغط على إسرائيل ودفع مسار التطبيع الإقليمي إلى الأمام.

وأشار ترامب إلى أن السعودية “قد تكون الدولة التالية” التي تنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، مؤكدًا أن “الملف الفلسطيني لم يعد عائقًا أمام التطبيع”، في إشارة إلى تحول السياسة الأميركية نحو دعم السلام الإقليمي القائم على المصالح الاقتصادية لا الحلول السياسية التقليدية.

من جانبه، قال المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي موشيه إلعاد إن نتنياهو يعيش “مأزقًا داخليًا” بسبب تهديد وزرائه المتشددين بالاستقالة، معتبرًا أن التوافق داخل الكنيست حول اتفاق غزة “متوقع” لحماية الاستقرار الحكومي ، وأضاف أن الشارع الإسرائيلي نفسه يدفع نحو التهدئة وإنهاء الحرب وإعادة الجنود والمخطوفين من غزة.

وأوضح إلعاد أن فكرة “حل الدولتين” لم تعد مطروحة على الأجندة الإسرائيلية، وأن التركيز الحالي ينصب على غزة والحدود الشمالية، مؤكدًا أن إسرائيل لن تقبل بقيام دولة فلسطينية مسلحة على حدودها، لكنها قد تمنح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا موسعًا دون سيطرة أمنية أو عسكرية.

وختم إلعاد بالتأكيد على أن الضغط الأميركي لا يقتصر على ملف الضم، بل يمتد إلى ضبط السلوك الإسرائيلي في غزة، مشيرًا إلى أن أغلب الإسرائيليين لا يؤيدون الضم الكامل أصلًا، وأن اجتماعات أمنية جرت مؤخرًا بين ضباط أميركيين وإسرائيليين “من دون حضور وزراء”، في مشهد وصفه بأنه “غير مسبوق” ويعكس عمق التدخل الأميركي في القرار الأمني داخل إسرائيل.