البابا تواضروس الثاني: مصر «وطن السلام» منذ فجر التاريخ
واختيار المسيح اللجوء إليها برهان إلهي على مكانتها

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن مصر كانت وستظل دائمًا وطنًا للسلام وملاذًا للأمان لكل من قصدها، مشددًا على أن هذه الهوية متجذرة في وجدان المصريين منذ فجر التاريخ.
جاء ذلك خلال كلمة مسجلة لقداسته عُرضت ضمن فعاليات احتفالية “وطن السلام” المقامة بدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الشخصيات الوطنية والفنية والدينية.
وقال البابا تواضروس:”التاريخ المصري كله يذكر في كل مراحله أن مصر وطن للسلام ووطن السلام”.
واستشهد بأحد أقدس المشاهد في تاريخ الإنسانية، وهو رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، موضحًا أن السيد المسيح والقديسة مريم العذراء والقديس يوسف النجار لجأوا إلى أرض مصر هربًا من بطش الملك هيرودس، مضيفًا: “اختاروا أن يكون الهروب إلى مصر، وهذا الاختيار الإلهي يرسخ مكانة مصر التاريخية والروحية كأرض للأمن والسلام”.
وأشار إلى أن هوية مصر تتجلى في أسمائها التي خلدها التاريخ، مثل “أرض الكنانة” و”أرض الحراسة” و”أرض الحماية”، مؤكدًا أنها كانت وما زالت منارة للسلام عبر كل الأزمان.
وربط البابا بين الإرث التاريخي العميق لمصر ودورها المعاصر، مشيدًا بموقفها الدائم تجاه القضية الفلسطينية ودعمها المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني، قائلاً إن مصر كانت دائمًا المعبر القوي لأهل فلسطين، وحاضرة في كل المعاهدات والاتفاقيات التي سعت لترسيخ السلام.
واختتم قداسته بالإشارة إلى الصورة المشرفة التي ظهرت بها مصر مؤخرًا، عندما اجتمع على أرضها قادة وزعماء العالم من أجل السلام، مؤكدًا أن دور مصر في ترسيخ السلام العالمي مستمر ومتجدد، وأنها ستبقى أرض الأمان التي تلجأ إليها الإنسانية كلما عصفت بها الأزمات.


تعليقات 0