رحلات البالون الطائر في الأقصر.. لوحة ساحرة فوق معابد التاريخ وسحر الفجر

في قلب غرب الأقصر، حيث تتعانق أشعة الفجر الأولى مع مآذن المعابد القديمة، تنطلق واحدة من أجمل المغامرات السياحية في العالم — رحلات البالون الطائر، التي تحولت إلى أيقونة سحر لا تُنسى لعشاق المغامرة والتاريخ والطبيعة.

مع بداية الموسم الشتوي، تستعد شركات البالون لاستقبال أفواج السائحين الذين يتوافدون من مختلف أنحاء العالم، ليعيشوا تجربة لا تشبه أي رحلة أخرى. ومع برودة الطقس وصفاء السماء، ترتفع وتيرة الرحلات اليومية لتصل إلى أربع طلعات متتالية من الفجر حتى الظهيرة، في مشهد يحبس الأنفاس فوق الحقول والمعابد والجبال.

تبدأ التجربة قبل بزوغ الشمس، حيث يتم نقل السائحين من الفنادق والمراكب النيلية في تمام الرابعة والنصف صباحًا، لاستقبالهم بفطور دافئ من الشاي والقهوة، قبل العبور في المراكب إلى البر الغربي وسط أجواء يغمرها الغناء والبهجة.

وهناك، في مطار البالون الطائر، يبدأ مشهد الإقلاع المذهل: العشرات من البالونات العملاقة تُجهّز وسط أنوار الصباح الأولى، لتتحول السماء إلى لوحة فنية من الألوان والحركة.

من على ارتفاع مئات الأمتار، يرى الزائرون مشهدًا لا يتكرر — نهر النيل يتلوى في هدوء، ومعابد الكرنك والدير البحري تلوح من بعيد، والحقول الخضراء تمتد كالسجاد تحت الأقدام.

لحظات تختصر جمال الأقصر وسحر مصر، وتترك في الذاكرة صورًا لا تُمحى.

وتُعد رحلات البالون الطائر من أكثر الأنشطة جذبًا للسياح في جنوب مصر، لما تحمله من مزيج نادر بين المغامرة والرومانسية وروح الحضارة القديمة. ومع انطلاق موسم الشتاء، تتوقع الشركات تحقيق معدلات إقبال قياسية، في ظل حالة الطقس المثالية التي تُضفي على المشهد سحرًا إضافيًا.