26 أكتوبر 2025 20:14
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بوتين يعلن اكتمال تجارب صاروخ “بوريفيستنيك” النووي ويؤكد أعلى جاهزية للردع الروسي

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، أن قوات الردع النووي الروسية وصلت إلى أعلى مستويات الجاهزية القتالية، مؤكداً نجاح التجارب النهائية لصاروخ “بوريفيستنيك” النووي بعيد المدى، أحد أكثر الأسلحة الروسية تطوراً وغموضاً ضمن ترسانة الردع الاستراتيجي.

وخلال اجتماع مع قيادة مجموعة القوات المشتركة المشاركة في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، أشار بوتين إلى أن الجيش أجرى تدريباً شاملاً للقوات الهجومية الاستراتيجية، شمل إطلاقات تجريبية حقيقية من جميع مكونات القوات النووية الروسية – البرية والبحرية والجوية – بالإضافة إلى اختبارات لأسلحة واعدة قيد التطوير.

وأكد الرئيس الروسي أن صاروخ كروز النووي “بوريفيستنيك” قد حقق أهدافه الرئيسية خلال التجارب الأخيرة، مشيراً إلى أن الصاروخ يعمل بمحطة طاقة نووية صغيرة تمنحه مدى غير محدود تقريباً، ووصفه بأنه “فريد من نوعه عالمياً” ورمز لتفوق روسيا في مجال الردع النووي.

وأضاف بوتين أن بلاده ستحدد أفضل طرق نشره وتشغيله ضمن منظومة الدفاع الاستراتيجي، مشدداً على أن المرحلة الأصعب من التطوير قد اكتملت وأن روسيا تمتلك الآن جيلًا جديدًا من منظومات الردع الاستراتيجي لا مثيل له في العالم.

ويعد صاروخ بوريفيستنيك من نوع كروز استراتيجي مزوّد بمحرك نووي صغير، قادر على التحليق حول الكرة الأرضية لعدة أيام بسرعة تقارب 900 كم/س على ارتفاع منخفض، ويتميز بإمكانية تزويده برأس نووي متغير القدرة. كما يمكنه تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية والأوروبية من خلال الطيران في مسارات غير متوقعة لفترات طويلة، ما يجعله جزءًا من الجيل الجديد من الأسلحة الروسية الخارقة التي أعلن عنها بوتين لأول مرة عام 2018.

وتأتي تصريحات بوتين في وقت تشهد فيه الساحة الأوكرانية تصعيداً ميدانياً، وسط استمرار الغرب بتزويد كييف بأسلحة متطورة، في رسالة واضحة لتعزيز قدرة الردع ورفع مستوى التوتر السياسي والعسكري بين موسكو وحلف الناتو.

ويعتبر الخبراء أن دخول صاروخ “بوريفيستنيك” الخدمة الفعلية سيحدث تحولاً نوعياً في مفاهيم الردع النووي، نظراً لقدرته على تجاوز الدفاعات الجوية التقليدية، ما قد يدفع القوى الغربية إلى تسريع برامج تطوير صواريخ مشابهة أو منظومات اعتراض متقدمة، ويعيد النقاش حول توازن القوى النووي العالمي بين روسيا والولايات المتحدة والصين، خصوصاً في ظل تراجع فعالية معاهدات الحد من الأسلحة النووية مثل “نيو ستارت”.