خطط لدمج الإعلانات داخل ChatGPT بآلية ذكية موجهة للمستخدمين.. التفاصيل

في خطوة جديدة تعكس تحولات كبرى في توجهات شركة الذكاء الاصطناعي الأشهر عالميًا، بدأت شركة OpenAI العمل على ترسيخ نموذج جديد لدمج الإعلانات داخل منصة ChatGPT، من خلال نظام يعتمد على الذاكرة الاصطناعية لروبوت الدردشة والبيانات الشخصية للمستخدمين، لتقديم محتوى إعلاني موجه ودقيق.
هذا التوجه يأتي بعد أن تخلى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، عن موقفه السابق الرافض لفكرة الإعلانات بوصفها “الملاذ الأخير”، ليشير مؤخرًا إلى أن الإعلانات قد تمثل فرصة استراتيجية مستقبلية للشركة.
وبحسب تقرير نشره موقع The Information، فإن الشركة تدرس إطلاق نموذج إعلاني مبتكر يعتمد على إمكانيات ChatGPT في تذكر تفاصيل المستخدمين وسلوكهم داخل المحادثات، ما يسمح بعرض إعلانات مخصصة تتناسب مع اهتمامات كل مستخدم على حدة.
وتشير التسريبات إلى أن هذه الميزة سيتم تطويرها بحيث تدمج بين الذكاء الاصطناعي التفاعلي وتقنيات التسويق الرقمية، بما يتيح تجربة أكثر واقعية للمستخدم وأداة أكثر فعالية للمعلنين.
وتوضح المعلومات المسربة من داخل الشركة أن فكرة دمج الإعلانات في ChatGPT لم تكن جديدة بالكامل، إذ كانت محل دراسة منذ عدة أشهر، غير أن المحادثات الداخلية داخل OpenAI وصلت الآن إلى مرحلة متقدمة من التخطيط والتنفيذ.
ويبدو أن الشركة تتجه إلى توظيف بيانات المستخدمين بطريقة مدروسة تتيح الاستفادة منها في بناء نموذج تجاري مستدام، مع الالتزام بمعايير الخصوصية والأمان التي تفرضها القوانين الدولية لحماية البيانات.
وكشف التقرير أيضًا أن هذا التوجه الجديد جاء مدفوعًا بتأثير مجموعة من الموظفين الجدد الذين انضموا إلى OpenAI قادمين من شركة Meta، والذين يحملون خبرة واسعة في مجال الإعلانات الرقمية وتحليل بيانات المستخدمين.
ويبلغ عدد هؤلاء الموظفين نحو 630 شخصًا، أي ما يقرب من 20% من إجمالي القوة العاملة بالشركة، وهو ما ساهم في تغيير فكر إدارة OpenAI بشأن أهمية الإعلانات كوسيلة تمويل مستقبلية لتطوير المنصة.
التحول في موقف سام ألتمان من الإعلانات يُعد أحد أبرز ملامح هذا التغير الاستراتيجي. ففي مارس 2024، كان ألتمان قد وصف الإعلانات بأنها “صناعة مؤقتة” خلال حواره مع الباحث ليكس فريدمان، وأعاد تأكيد هذا الموقف في ديسمبر من العام نفسه أثناء جلسة نقاشية بجامعة هارفارد، معتبرًا أن الإعلانات تمثل “الخيار الأخير” بالنسبة للشركة.
لكن خلال الأشهر الأخيرة، بدأت ملامح التحول تظهر بوضوح، إذ صار يُنظر إلى الإعلانات باعتبارها خيارًا رئيسيًا وليس مجرد بديل اضطراري.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في نموذج عمل ChatGPT، إذ ستفتح الباب أمام موجة جديدة من الإعلانات التفاعلية القائمة على الذكاء الاصطناعي، مع إمكانية توسيع نطاقها لتشمل منتجات وخدمات مختلفة يتم الترويج لها عبر المحادثات المباشرة بطريقة ذكية وغير تقليدية.
كما قد تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة OpenAI في سوق التقنية العالمية من خلال تنويع مصادر الإيرادات بعيدًا عن الاشتراكات التقليدية.


تعليقات 0