2 نوفمبر 2025 12:28
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

أسباب ارتفاع مرض السكري بين الأطفال والمراهقين.. طرق الوقاية والعلاج

أكدت الدكتورة هبة سدراك، أستاذ واستشاري أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بكلية طب قصر العيني، في تصريحات صحفية ، أن العالم يشهد في السنوات الأخيرة زيادة مقلقة في نسب السمنة بين الأطفال والمراهقين، حيث وصلت الإحصاءات إلى ما يقرب من 340 مليون طفل ومراهق يعانون من السمنة في مختلف أنحاء العالم، وهو ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في هذه الفئة العمرية الصغيرة.

وأوضحت الدكتورة هبة أن ما كان يُعرف لسنوات طويلة بأن السكر من النوع الأول هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال، لم يعد دقيقًا اليوم، بعد أن أصبحت السمنة المفرطة سببًا رئيسيًا في ظهور النوع الثاني من السكري مبكرًا.

وأشارت إلى أن هذا النوع من المرض يبدأ غالبًا في الظهور مع مرحلة البلوغ، أي في سن 13 عامًا تقريبًا، نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم، وخاصة هرمون النمو، لافتةً إلى أن انتشار المرض بين الفتيات يفوق نسبته بين الذكور.

متى يجب إجراء تحليل السكر للأطفال والمراهقين؟

أوضحت الدكتورة هبة سدراك أنه يُنصح بإجراء تحليل السكر للأطفال عند بلوغ سن البلوغ، أو منذ عمر 10 سنوات في حال كان الطفل يعاني من زيادة في الوزن أو السمنة، خاصةً إذا وُجد تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بالسكري.

كما يجب الحذر إذا كانت الأم قد أصيبت بسكر الحمل، أو إذا ظهرت على الطفل علامات مقاومة الأنسولين.
وأضافت أن هناك حالات تستدعي الفحص المبكر، مثل إصابة الفتيات بـ تكيس المبايض، أو وجود ارتفاع في ضغط الدم، أو خلل في دهون الدم، مؤكدة أن التحليل ضروري حتى في غياب الأعراض الواضحة.
ومن الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة: فقدان الوزن بشكل ملحوظ، تشوش الرؤية، العطش المستمر، والشعور بالإجهاد المتكرر.

السكري في سن المراهقة ومضاعفاته الخطيرة

أشارت الدكتورة سدراك إلى أن النوع الثاني من السكري لدى المراهقين يحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج فوري تحت إشراف استشاري متخصص في أمراض السكر، نظرًا لاختلافه عن النوع الأول الذي يظهر في الصغر، وكذلك عن النوع الثاني الشائع بين كبار السن.
وأضافت أن السمنة والعامل الوراثي يمثلان أبرز أسباب الإصابة، إلى جانب الضغوط النفسية التي يمر بها المراهقون في هذه المرحلة، وانتشار الوجبات السريعة عالية السعرات، وقلة ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى اضطراب ساعات النوم، وهي جميعها عوامل تُزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض.

خطة العلاج والمتابعة

وأكدت الدكتورة هبة سدراك أن العلاج يعتمد على برنامج غذائي متوازن وتغيير نمط الحياة بشكل كامل، إلى جانب ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين استجابة الجسم للأنسولين.

كما أشارت إلى أن العلاج الدوائي يشمل أقراص الميتفورمين في أغلب الحالات، وقد يتطلب الأمر أحيانًا الحقن بالأنسولين وفقًا لحالة المريض واستجابة جسمه للعلاج.

وشددت على أهمية المتابعة الدورية للمريض حتى وإن كانت نتائج السكر التراكمي مستقرة، حيث يُنصح بإعادة الفحص كل 3 سنوات على الأقل، لمراقبة تطورات الحالة الصحية وتفادي أي مضاعفات محتملة.

وحذرت من أن هذا النوع من السكري قد يُسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يُكتشف مبكرًا، مثل أمراض الأوعية الدموية، ودهون الكبد، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، بالإضافة إلى تأثيراته على الكلى والشبكية والأعصاب.

واختتمت الدكتورة هبة سدراك تصريحاتها بالتأكيد على أن المجتمع الطبي يدق ناقوس الخطر، داعية إلى الاهتمام بالشباب والأطفال والتشخيص المبكر، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع مرض السكري، حفاظًا على صحتهم وحياتهم من المضاعفات المستقبلية الخطيرة.