3 نوفمبر 2025 02:20
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الفاشر تستغيث..مئات القتلى وجرائم موثقة وقطع الاتصالات يعمّق الكارثة

دارفور في قلب المأساة الإنسانية الكبرى

في مشهد إنساني مأساوي يعيد إلى الأذهان أحلك فصول التاريخ، تغرق مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في فوضى دامية بعد شهور من الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الدعم السريع، وسط انتهاكات مروعة موثقة ضد المدنيين والعاملين الإنسانيين، وفق تقارير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

التقارير الأممية كشفت عن عمليات إعدام ميداني وقتل جماعي وهجمات استهدفت المستشفيات ومراكز الإغاثة، في مشهد يوصف بأنه من “أكبر الكوارث الإنسانية” التي شهدها الإقليم منذ سنوات.

وأكدت المفوضية تلقيها مقاطع مصورة وصورًا صادمة تُظهر انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

وقال سيف ماجانجو، المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان، إن الاتصالات مقطوعة بالكامل والوضع على الأرض “خارج السيطرة”، مما يجعل من المستحيل الوصول إلى إحصاءات دقيقة للضحايا.

وأضاف: “نقدّر أن أعداد القتلى خلال الهجمات على المدينة وفي الأيام التالية قد تصل إلى المئات، بينما لا تزال عمليات القتل والترهيب مستمرة حتى اللحظة “.

وأكدت المفوضية أن نحو 100 أسرة أُجبرت على النزوح تحت وابل من النيران، فيما قُتل مرضى وجرحى داخل مستشفى للولادة كان قد تحوّل إلى ملجأ مؤقت.

وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع احتجزت ثلاثة أطباء في الفاشر، وأن هناك تقارير موثقة عن إعدام خمسة من متطوعي الهلال الأحمر بدم بارد.

من جانبه، وصف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، الوضع في الفاشر بأنه “مروع بكل المقاييس”، مؤكدًا أن المدينة منقطعة تمامًا عن المساعدات الإنسانية، بينما يفرّ السكان في موجات جماعية نحو مدينة طويلة ومناطق أخرى طلبًا للأمان.

وأوضح دوجاريك أن الفجوات الهائلة في الإمدادات الطبية والغذائية تجعل الوضع أقرب إلى “كارثة إنسانية مفتوحة”، مشيرًا إلى أن 36 ألف شخص نزحوا أيضًا من بلدة بارا شمال عاصمة ولاية شمال كردفان، الأُبيض، خلال الأيام الماضية.

وفي ختام البيان، دعت الأمم المتحدة والمفوضية إلى تحقيقات دولية عاجلة ومستقلة، مع محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين والعاملين الإنسانيين، مؤكدتين أن السكوت عن هذه الجرائم لن يكون خيارًا.