4 نوفمبر 2025 15:06
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

صندل طفل عمره 3600 عام.. قطعة صغيرة تروي حكاية الحضارة والطفولة الأولى

في مشهد يأسر العيون ويُعيد الزمن إلى آلاف السنين، عرض المتحف البريطاني في لندن قطعة فريدة من نوعها، صندل طفل صغير من مصر القديمة يعود تاريخه إلى نحو 3600 عام، تحديدًا إلى فترة المملكة المصرية الحديثة (1550–1609 ق.م)، ليحمل بين طيات جلده حكاية طفولةٍ عاشت ومضت، لكنها ما زالت تنبض بالحياة عبر التاريخ.

هذا الصندل الجلدي الذي وُجد في مدينة طيبة، يُعد من أندر مقتنيات تلك الحقبة، إذ كانت الصنادل في العصور المصرية القديمة تُصنع عادة من القصب المنسوج أو الخشب، فيما ارتدى معظم الناس آنذاك ، صغارًا وكبارًا ،أحذية بسيطة أو مشوا حفاة الأقدام.

لذا يُرجَّح أن يكون هذا الصندل رمزًا للثراء أو المكانة الاجتماعية الرفيعة لصاحبه الصغير.

تُظهر الدراسات أن الأطفال في مصر القديمة، رغم قلة تمثيلهم في الفنون والآثار مقارنة بالكبار، كانوا جزءًا أصيلًا من المجتمع، يمارسون اللعب، ويتلقون التعليم، ويُنظر إليهم باعتبارهم امتدادًا للعائلة واستمرارًا لسلالتها.

ففي الوقت الذي كان أطفال الطبقة العليا يتعلمون القراءة والكتابة ليصبحوا كتبة أو أطباء أو كهنة، كان أطفال الطبقات الدنيا يشاركون في الحرف أو الأعمال المنزلية منذ سن مبكرة.

ويكشف المعرض المخصص لأطفال العالم القديم في المتحف البريطاني عن مجموعة من التحف والألعاب الصغيرة، مثل الدمى والعربات والسيوف الخشبية والكرات، ما يبرهن أن روح الطفولة كانت حاضرة حتى في أقدم الحضارات.

ويظل هذا الصندل، رغم صِغَر حجمه، شاهدًا على تفاصيل إنسانية عميقة، تروي كيف اهتم المصريون القدماء بأطفالهم، وكيف تركوا لنا رموزًا خالدة تبوح بأسرار حياتهم اليومية وجوانب من إنسانيتهم التي لا تزول بمرور الزمن.