جوتيريش يدعو للالتزام بوقف النار في غزة.. ويؤكد: لا سلام بدون حل الدولتين

وجه أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، نداءً عاجلًا إلى جميع الأطراف في قطاع غزة بضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، مشددًا على أن صمود هذا الاتفاق يعد خطوة محورية لضمان استقرار المنطقة وتهيئة المناخ لسلامٍ دائم.

وأكد جوتيريش، خلال كلمته أمام القمة العالمية للتنمية الاجتماعية التي تستضيفها الدوحة اليوم الثلاثاء، أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والاستقرار الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، داعيًا إلى ضرورة الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية ضمن أي تسوية سياسية مقبلة تضمن وحدة الأرض الفلسطينية.

كما أشاد بجهود مصر في استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل بادرة مهمة لإصلاح ما خلفته الحرب من دمار إنساني وعمراني واسع في القطاع.

وفي تحول نحو الوضع في السودان، وصف جوتيريش ما يجري هناك بأنه “كابوس من العنف”، مطالبًا بضرورة إنهاء الصراع فورًا، ودعا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التعاون الجاد مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

وشدد على أن الانتهاكات والهجمات التي شهدتها البلاد “لا يمكن التغاضي عنها”، مؤكدًا وجوب محاسبة المسؤولين عنها وعدم السماح بالإفلات من العقاب.

وعن أوضاع الفقر في العالم، أعرب الأمين العام عن قلقه البالغ من التراجع الكبير في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موضحًا أن الدول النامية لا تحصل على القدر الكافي من الدعم المالي والتقني اللازم لمواجهة الأزمات الاقتصادية والبيئية المتصاعدة.

وكشف أن نحو 700 مليون إنسان حول العالم يعيشون في فقر مدقع، بينما يفتقر ملايين آخرون إلى أي نوع من الحماية الاجتماعية، وهو ما وصفه بأنه “أمر غير مقبول في عالمٍ يمتلك من الموارد ما يكفي الجميع”.

وفي ختام كلمته، دعا جوتيريش المجتمع الدولي إلى وضع خطة شاملة تهدف إلى تعبئة 1.3 تريليون دولار سنويًا لتمويل مكافحة التغير المناخي في الدول النامية، مؤكدًا أن التمويل العادل والتضامن العالمي يمثلان الركيزة الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن العالم يقف اليوم أمام اختبار حقيقي لإرادته الجماعية في بناء مستقبل أكثر إنصافًا وإنسانية.