بأغلبية ساحقة.. نيويورك تنهي أطول نزاع قضائي وتوافق على توسعة مسجد في لونغ آيلاند

بعد سنوات من الجدل القضائي والخلافات الحادة التي أثارتها قضية توسعة أحد المساجد المحلية في لونغ آيلاند، حسمت بلدة أوستر باي الواقعة في منطقة الساحل الذهبي بمدينة نيويورك الموقف رسميًا، بعدما وافق مجلسها البلدي بأغلبية ساحقة على السماح بتنفيذ مشروع التوسعة، لتطوى بذلك صفحة من أطول النزاعات الدينية والقانونية التي شهدتها المنطقة، والتي تسببت في خسائر تجاوزت 4 ملايين دولار من أموال دافعي الضرائب، وفق ما أوردته صحيفة نيويورك بوست.

وصوّت مجلس البلدة الأسبوع الماضي بنتيجة 6 أصوات مقابل صوت واحد لصالح إنهاء الدعوى الفيدرالية التي كانت قد رفعتها جماعة المسلمين في لونغ آيلاند ضد المجلس، وهو ما مهد الطريق أمام الجماعة الدينية للبدء في تنفيذ نسخة معدلة من مشروع توسعة مسجد الباقي الكائن في منطقة بيثبيج.

وأكد المتحدث الرسمي باسم البلدة أن القرار الجديد يُعتبر “تسوية واقعية ومتوازنة” تضمن متطلبات الأمان والسلامة العامة وتحافظ على جودة الحياة في المنطقة، مع احترام خصوصية وتنوع السكان في بيثبيج، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يمثل خطوة إيجابية نحو التفاهم بين أبناء المجتمع الواحد.

من جانبهم، عبّر المصلّون عن ارتياحهم البالغ بعد إقرار التسوية، مشددين على أن المسجد سيظل مفتوحًا أمام الجميع دون تمييز، وأن الهدف الأساسي من توسعته هو أن يكون مركزًا للتقارب ونشر قيم التفاهم والعيش المشترك داخل المجتمع المحلي.

وكانت بلدة بيثبيج قد وافقت في وقت سابق على دفع نحو 3.95 مليون دولار كرسوم قانونية لتسوية القضية، بينما تكبّدت بلدة أوستر باي نحو 400 ألف دولار إضافية منذ بداية العام الجاري، بعد أن اتهمت جماعة المسلمين مسؤولي البلدة بمحاولة عرقلة مشروع التوسعة من خلال سنّ قوانين استهدفت المسجد تحديدًا، بحسب وثائق القضية الرسمية.

وخلال جلسات التقاضي، اعترف عدد من المسؤولين المحليين تحت القسم بأنهم قدّموا شهادة مزيفة لجدة زعموا أنها واجهت صعوبة في قيادة سيارتها بسبب ازدحام الشوارع أثناء أوقات الصلاة، كما استعانوا بخبير مرور وُصف لاحقًا بأنه “متعصب”، قبل أن يعترفوا بأنهم سعوا عمدًا إلى تضييق الخناق على المسجد من خلال تشريعات تنظيم عمراني جديدة، بحسب ما أظهرت مستندات المحكمة.

وقبيل انطلاق جلسات المحاكمة بأقل من 24 ساعة، تم التوصل إلى تسوية نهائية تضمنت السماح بتوسعة المسجد بمساحة تبلغ 9,950 قدمًا مربعًا بدلًا من المخطط الأصلي الذي كان يقارب 11,050 قدمًا مربعًا، مع خفض الطاقة الاستيعابية من 464 إلى 295 مصلٍّ، أي بنسبة تقليص بلغت نحو 36%.

وأكد جوزيف سالادينو، المشرف على بلدة أوستر باي، أن الاتفاق الجديد جاء ليضع حدًا للخلاف، مشيرًا إلى أنه يوازن بين احتياجات المجتمع الديني ومتطلبات التخطيط العمراني، مضيفًا أن المشروع سيُنفَّذ بمبنى أصغر وعدد أقل من الحضور مع تعزيز السلامة المرورية وزيادة أماكن الانتظار داخل الموقع، مما يعزز الأمن والهدوء وجودة الحياة لجميع السكان.

ومن المنتظر أن يتولى محكّم مستقل تحديد قيمة التعويض المالي الذي ستحصل عليه جماعة المسلمين في لونغ آيلاند نظير أتعاب المحاماة، على أن يُسدّد المبلغ من ميزانية دافعي الضرائب في البلدة.