7 نوفمبر 2025 05:02
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

لماذا صان الصحابة آثار مصر عند الفتح؟.. عالم أزهري يوضح 

قال الشيخ أحمد ترك من علماء الأزهر الشريف، إن الحضارة المصرية القديمة ليست حضارة وثنية كما يعتقد البعض، موضحا أن الآثار المصرية ليست تماثيل أو أصنام للعبادة، وإنما أعمال فنية نحتها أصحابها بهدف التخليد، وإبراز قيم ومعان حضارية، كما أن تلك الحضارة كانت تؤمن بالآخرة، وهو ما يتعارض مع العقائد الوثنية التي لا تقر بفكرة البعث والحساب.

وأشار إلى أن هذا يفسر سبب عدم تعامل المسلمين مع الآثار المصرية بوصفها رموزا لعبادة الأصنام.

وأوضح الشيخ أحمد ترك خلال لقائه على قناة صدى البلد أن لمصر مكانة خاصة في الإسلام، مستشهدا بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة مارية القبطية المصرية، كما أشار إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم حين دخلوا مصر لم يقوموا بتحطيم المعابد أو الأهرامات لأنهم كانوا يدركون الفرق بين الآثار التاريخية والتماثيل التي كانت تُعبد من دون الله عند العرب قبل الإسلام.

وأضاف الشيخ أحمد ترك أن القرآن الكريم نفسه فرق بين الأصنام وبين الآثار، مستدلا بقوله تعالى: “أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون” موضحا أن الآثار هنا ذكرت في سياق العبرة والتأمل في تاريخ الأمم السابقة لا في سياق التحريم أو الرفض، وهو ما يدل على احترام الإسلام لحضارات الأمم الماضية.

واختتم الشيخ أحمد ترك بالقول إن هناك حقدا حضاريا عالميا تجاه مصر بسبب قدم حضارتها، وعمق تأثيرها التاريخي، مؤكدا أن ذكر مصر في القرآن أربع مرات دليل على مكانتها الرفيعة، إضافة إلى أن قصة سيدنا يوسف عليه السلام التي تعد من أعظم القصص القرآنية جرت أحداثها في مصر، مما يعكس القيمة الحضارية والإنسانية والدينية لهذا البلد عبر التاريخ.