7 نوفمبر 2025 06:15
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الرئيس البرازيلي يدعو لإنهاء الخطابات الرنانة وتحويل «كوب 30» لمؤتمر للعمل الحقيقي

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن مرحلة الخطابات الرنانة والنوايا الحسنة في مؤتمرات المناخ قد انتهت، مشددا على أن مؤتمر الأطراف الثلاثين لتغير المناخ “كوب 30″، الذي تستضيفه البرازيل، سيكون مؤتمرا للعمل الجاد لا للشعارات.

وقال دا سيلفا، في مقال رأي نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن البرازيل تستضيف قمة بيليم في منطقة الأمازون البرازيلية تمهيدا لانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين لتغير المناخ، داعيا قادة العالم إلى أن يجعلوا من هذا الحدث “مؤتمر الحقيقة” قبل أن يفقد المواطنون الثقة في قادتهم.

وأوضح الرئيس البرازيلي أنه دعا قادة الدول للمشاركة بروح من الالتزام والمسؤولية من أجل التحرك السريع لمواجهة أزمة المناخ، مؤكدا أن الفشل في تحويل الوعود إلى أفعال سيفقد المجتمعات الثقة في مؤتمرات المناخ وفي النظام الدولي القائم على التعددية.

وأضاف أن دعوته إلى الأمازون تهدف إلى تحويل المؤتمر إلى لحظة حقيقية لإظهار جدية الالتزام العالمي تجاه حماية الكوكب.

وأشار دا سيلفا إلى أن الإنسانية أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات الكبرى حين تتوحد وتسترشد بالعلم، مستشهدا بنجاح الجهود الدولية في حماية طبقة الأوزون وبالتعاون العالمي خلال جائحة كوفيد-19، مؤكدا أن العالم قادر على التحرك حين تتوافر الإرادة السياسية والشجاعة.

كما شدد على ضرورة توفير الموارد لمواجهة الأزمة المناخية بصورة عادلة، معتبرا أن مبدأ “المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة” يجب أن يبقى الأساس غير القابل للتفاوض في أي اتفاق مناخي.

وأوضح أن مطالب الجنوب العالمي بالحصول على موارد إضافية ليست من باب المساعدة أو الصدقة، وإنما من باب العدالة المناخية، لأن الدول الغنية التي استفادت أكثر من الاقتصاد القائم على الكربون مطالبة الآن بالوفاء بديونها البيئية من خلال أفعال ملموسة.

وأضاف دا سيلفا أن البرازيل تقوم بدورها في هذا الاتجاه، إذ تمكنت خلال عامين فقط من خفض معدلات إزالة الغابات في الأمازون إلى النصف، ما يعكس إمكانية تحقيق نتائج ملموسة في العمل المناخي.

وأعلن أن بلاده ستطلق خلال قمة بيليم مبادرة مبتكرة للحفاظ على الغابات تحت اسم “مرفق الغابات الاستوائية الدائمة”، وهو صندوق استثماري يهدف إلى مكافأة الدول التي تحافظ على غاباتها وتستثمر في التنمية المستدامة، موضحا أن البرازيل ستسهم فيه بمليار دولار، ومعبرا عن أمله في أن تحذو دول أخرى حذوها بتعهدات مماثلة.

وأكد الرئيس البرازيلي أيضا ضرورة إعادة توجيه عائدات إنتاج النفط لتمويل عملية انتقال عادلة للطاقة، مشيرا إلى أن شركات النفط، بما فيها شركة “بتروبراس” البرازيلية، ستتحول تدريجيا إلى شركات طاقة نظيفة لأن الاعتماد على الوقود الأحفوري لم يعد قابلا للاستمرار.

كما لفت إلى أن ملياري إنسان ما زالوا يفتقرون إلى وسائل الطهي النظيف، وأن 673 مليون شخص يعانون من الجوع، موضحا أن بلاده ستطلق في قمة بيليم إعلانا بشأن الجوع والفقر والمناخ يربط بين مكافحة الاحتباس الحراري والقضاء على الفقر والجوع عالميا.

وكشف دا سيلفا أن البرازيل ستدعو خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين إلى إنشاء مجلس تابع للأمم المتحدة معني بتغير المناخ مرتبط بالجمعية العامة، ليكون إطارا جديدا للحوكمة الدولية يتمتع بالقوة والشرعية لمتابعة التزامات الدول وضمان تنفيذها.

وفي ختام مقاله، شدد الرئيس البرازيلي على أن العالم سمع ما يكفي من الوعود دون تنفيذ، مؤكدا أن زمن النوايا الحسنة قد انتهى وحان وقت الأفعال وخطط العمل الحقيقية، معلنا بداية ما وصفه بـ”مؤتمر الأطراف الحقيقي”.