ملحمة الخريف بشينجيانغ.. انطلاق موسم هجرة الماشية وسط لوحات طبيعية تخطف الأنظار

في مشهد يجسد عراقة التراث الرعوي في الصين، انطلقت هذا الأسبوع هجرة الماشية الموسمية في منطقة شينجيانغ شمال غربي البلاد، حيث يقود الرعاة مواشيهم في رحلة تمتد لمئات الكيلومترات من المراعي الصيفية في الجبال العالية إلى مراعي الخريف المنخفضة، استعدادًا لفصل الشتاء القارس.

وانطلقت القوافل من بلدة كاراماجاي التابعة لمنطقة ألتاي، متجهة عبر طريق ساربولاك، وسط مناظر طبيعية خلابة تمتزج فيها ألوان الخريف الذهبية ببياض الثلوج الأولى التي تكسو القمم الجبلية، في لوحة آسرة تنقل روح الحياة البدوية القديمة بكل تفاصيلها.

وتُعد منطقة ألتاي من أهم مراكز تربية الماشية في شينجيانغ، حيث تُسجّل كل عام واحدة من أكبر الهجرات الحيوانية المنظمة في آسيا، إذ تتحرك ملايين الرؤوس من الأغنام والأبقار والإبل في مسارات محددة توارثها الرعاة جيلًا بعد جيل، حفاظًا على دورة الحياة الطبيعية التي تعتمد على تنقل الماشية بين المراعي الموسمية.

فهذا التقليد، الذي يعود لقرون طويلة، لا يمثل مجرد انتقال موسمي فحسب، بل هو طقس ثقافي وإنساني يعكس التعايش العميق بين الإنسان والطبيعة في واحدة من أكثر مناطق العالم تنوعًا بيئيًا وجغرافيًا.