الهوسيت.. رقصة الانتصار التي تحولت إلى أيقونة الفرح في حلايب وشلاتين

في قلب الصحراء الشرقية، حيث يلتقي عبق التراث بروح الأصالة، لا تزال قبائل البجا في حلايب وشلاتين متمسكة بعاداتها وموروثاتها التي صمدت أمام تغير الزمن.
وبين الجبال والرمال، تعلو أصوات آلة الباسنكوب لتعلن بدء واحدة من أقدم وأجمل الطقوس التراثية في المنطقة — رقصة الهوسيت، رقصة الانتصار والفروسية التي تحولت إلى رمز للفرح والشجاعة.
تُعرف الهوسيت منذ القدم بأنها رقصة النصر، حيث كان المحارب البجاوي يرفع سيفه ودرعه عاليًا في مشهد يفيض بالفخر بعد معركة ظافرة، فيما تصدح الإيقاعات بإيقاظ روح البطولة في النفوس.
ومع مرور الزمن، تحولت هذه الرقصة من طقس حربي إلى علامة اجتماعية فارقة لا يكتمل أي عرس أو احتفال بدونها.
اليوم، ما زالت الهوسيت حاضرة في كل بيت واحتفال في حلايب وشلاتين، تؤدى عند استقبال الضيوف وعقد القِران، وترمز إلى الكرم والترحاب والشجاعة التي تميز أبناء الصحراء الشرقية.
ورغم مظاهر الحداثة التي غزت المدن، ظلت رقصة الهوسيت وآلة الباسنكوب شاهدتين على قوة الهوية الثقافية لقبائل البشارية واعتزازهم بجذورهم الممتدة في عمق التاريخ.


تعليقات 0