9 نوفمبر 2025 20:17
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

سوريا تضرب بقوة: عملية أمنية كبرى تطيح بخلايا “داعش”

أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ سلسلة عمليات أمنية واسعة النطاق استهدفت خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في عدد من المحافظات، أسفرت عن اعتقال العشرات من العناصر الخطرة وتفكيك شبكات نائمة، إلى جانب ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.

وقال اللواء نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، في تصريح لقناة الإخبارية السورية مساء السبت، إن الأجهزة الأمنية نفذت 61 عملية مداهمة في محافظات حلب، إدلب، حمص، حماة، دير الزور، الرقة، البادية، ودمشق وريفها، مضيفًا أن “العمليات أسفرت عن اعتقال 71 شخصًا، بينهم قيادات خطيرة في التنظيم”.

وكشف البابا عن أن العمليات جاءت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى نية التنظيم تنفيذ هجمات منسقة خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أن التحرك الأمني جاء استباقيًا لتحييد الخطر وضرب الخلايا قبل تحركها.

ومن أبرز الضربات الأمنية، تفكيك كتيبة انتحاريين في مدينة حلب واعتقال القيادي البارز عبد الإله الجميلي (أبو عماد الجميلي)، الذي وُصف بأنه العقل المدبر لعمليات التنظيم في الشمال السوري، في خطوة وصفتها مصادر أمنية بأنها “ضربة قاصمة لبنية التنظيم”.

وأكدت وزارة الداخلية أن خلايا التنظيم حاولت مؤخرًا تنفيذ اغتيالات وخطف شخصيات مدنية وحكومية، في محاولة لإثارة الفوضى بعد تراجع نفوذ التنظيم عقب تفجير كنيسة الدويلعة بدمشق في يونيو الماضي.

وتأتي هذه التطورات قبل أيام من الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة تاريخية تهدف إلى بحث انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش ، في مؤشر على تحول جذري في السياسة السورية تجاه التعاون الأمني مع الغرب.

ويُذكر أن أحمد الشرع، الذي تولى الحكم عام 2023 بعد سقوط نظام بشار الأسد، تبنّى منذ البداية استراتيجية مغايرة في التعامل مع ملف التنظيمات المتطرفة، حيث عمل على إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات وتوحيدها ضمن منظومة وطنية لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين.

وبعد توليه الرئاسة، أطلق الشرع برنامجًا شاملًا لمكافحة الإرهاب والتطرف، ركّز على:

تطهير المناطق الحدودية بالتنسيق مع العراق والقوات الكردية.

إعادة تأهيل المخيمات التي كانت بؤرًا لخلايا داعش.

تأسيس جهاز استخبارات مركزي موحد لمتابعة نشاط التنظيمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها.

وتُعد زيارة الشرع إلى واشنطن خطوة مفصلية في إعادة تموضع سوريا على الساحة الدولية، بعد عقد من العزلة السياسية، وسط توقعات بأن تفتح الباب أمام تعاون أمني غير مسبوق بين دمشق وواشنطن في مواجهة بقايا تنظيم داعش، الذي ما يزال ينشط في مناطق البادية والحدود مع العراق.