ترامب يثير غضبا واسعا بعد وصفه شومر بـ”الفلسطيني” في تصريحات اعتُبرت عنصرية

أشعلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل الحاد في الأوساط السياسية والإعلامية داخل الولايات المتحدة، بعدما وجّه هجومًا مباشرًا على زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، واصفًا إياه بأنه “كان يهوديًا في السابق، لكنه أصبح فلسطينيًا”، وهو ما فُسّر على نطاق واسع بأنه تصريح يحمل دلالات عنصرية ومعادية للهوية الفلسطينية.

وجاءت كلمات ترامب المثيرة للجدل خلال اجتماع رسمي عقده في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، حيث تطرق إلى الملفات الاقتصادية والحزبية قائلًا: “نخطط لخفض الضرائب إذا أحسن الديمقراطيون التصرف، لكنهم جاهلون”، مضيفًا بلهجة حادة: “ستحدث أمور سيئة للغاية، وسيُلقي الناس باللوم على الديمقراطيين، وشومر الفلسطيني، من وجهة نظري”.

ولم يكتفِ ترامب بهذا القدر، بل تابع حديثه قائلاً: “كما تعلمون، لقد أصبح فلسطينياً، كان يهودياً في السابق، ولم يعد يهودياً، إنه فلسطيني”، وهي العبارات التي رأى فيها محللون سياسيون محاولة لتجريد شومر من هويته الدينية وربطها بمواقفه السياسية تجاه الحرب على غزة، معتبرين أن تلك اللغة تعكس توجهًا إقصائيًا يسعى إلى توظيف الانتماءات الدينية لخدمة الصراع السياسي الداخلي.

ويُعدّ تشاك شومر، النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك، أحد أبرز الشخصيات السياسية في الحزب الديمقراطي وأعلى مسؤول يهودي في الولايات المتحدة، وقد عُرف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل على مدى سنوات طويلة.

إلا أن تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي دعا فيها إلى مراجعة سياسات تل أبيب، أثارت استياءً لدى الدوائر اليمينية المقربة من ترامب، ما دفع الأخير إلى شن هذا الهجوم اللفظي عليه.

التصريحات التي أدلى بها ترامب لاقت ردود فعل غاضبة في الأوساط الأمريكية، حيث وصفها عدد من السياسيين بأنها تحمل إساءة مزدوجة لكلٍّ من الفلسطينيين واليهود، وتُظهر محاولة مكشوفة لاستغلال القضايا الدينية والقومية في الصراع الحزبي، في حين اعتبر مراقبون أن تلك اللغة تندرج ضمن خطاب الكراهية الذي يتبناه ترامب منذ خوضه معترك السياسة.