قاضي إسرائيلي يوبخ نتنياهو داخل المحكمة… مواجهة متوترة تعيد إشعال ملف “الهدايا الفاخرة”

شهدت قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب، اليوم الثلاثاء، توتراً غير مسبوق بعدما وجّه القاضي فريدمان فيلدمان توبيخاً مباشراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جلسة استكمال محاكمته في قضايا الفساد الثلاث المعروفة إعلاميًا بالملفات 1000 و2000 و4000.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عاد نتنياهو إلى منصة الشهود للمرة الأولى هذا الأسبوع، حيث واجهه فريق الادعاء بأسئلة حول تلقيه سيجارًا فاخرًا وهدايا ثمينة من رجل الأعمال أرنون ميلشان. ورد نتنياهو بانفعال قائلاً:”كان يقدم لي الهدايا منذ اللحظة الأولى… أراد رفع معنوياتي… إنه بمثابة أخي”.

ثم انفجر غاضبًا: “هل نتحدث الآن عن سيجار من صديق؟ لا أصدق أننا نناقش هذا! “.

لكن القاضي قاطعه بصرامة، موجّهًا له توبيخًا علنيًا: “السيد نتنياهو… أجب على الأسئلة فقط، دون تعليقات”.

يواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في ثلاث قضايا كبرى:

الملف 1000: تلقي هدايا ثمينة مقابل تقديم تسهيلات لرجال أعمال.

الملف 2000: تفاهمات سرية للحصول على تغطية إعلامية إيجابية من ناشر يديعوت أحرونوت.

الملف 4000: منح امتيازات لصاحب موقع واللا الإخباري وشركة بيزك مقابل ترويج إعلامي لصالحه.

ووفق القانون الإسرائيلي، قد تؤدي الإدانة في هذه القضايا إلى السجن لسنوات، بينما يواصل نتنياهو رفض جميع الاتهامات، واصفًا إياها بـ“المطاردة السياسية”.

لا تتوقف الضغوط على نتنياهو عند حدود القضاء الإسرائيلي؛ إذ سبق أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024 مذكرة اعتقال بحقه وبحق وزير الدفاع الأسبق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت بحق الفلسطينيين في غزة.

تأتي هذه التطورات بينما أعقب اتفاق بين “حماس” وإسرائيل في أكتوبر الماضي وقف عملية عسكرية استمرت لعامين، ووُصفت دوليًا بأنها مجزرة واسعة النطاق، خلّفت أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف مصاب، إضافة إلى تدمير 90٪ من البنية التحتية المدنية في القطاع، بخسائر تجاوزت 70 مليار دولار.