12 نوفمبر 2025 16:31
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

خبراء المياه يحذرون من إخفاقات إثيوبيا في تشغيل توربينات سد النهضة وتأثيراتها على مصر والسودان

كشف خبراء المياه وحوض النيل عن إخفاقات متكررة تواجهها إثيوبيا في تشغيل توربينات سد النهضة، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة بشأن تأثير تدفقات المياه على دولتي المصب، مصر والسودان. ورغم أن السد يحتوي على 13 توربينًا، إلا أن التشغيل الحالي محدود للغاية، مما يعكس فشلًا واضحًا في إدارة الموارد المائية منذ افتتاح السد في سبتمبر 2025.

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن التجارب على توربينات السد لم تكتمل حتى الآن، مع استمرار توقف معظم التوربينات. وأضاف: “حتى التجارب غير مكتملة، وشاهدنا تشغيلًا محدودًا لبعض التوربينات أول أمس الأحد 9 نوفمبر 2025 بعد فشل التشغيل على مدى الشهرين الماضيين”.

وأكد أن أي نقص في تصريف المياه سيتم تعويضه لاحقًا من خلال بوابات المفيض التي تستوعب معدل الأمطار الحالي البالغ 90 مليون متر مكعب يوميًا.

من جانبه، أوضح الباحث في الشأن الأفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، أن التشغيل غير المنتظم لتوربينات السد أثّر على معدلات التدفق اليومية، حيث تراوحت التدفقات بين 130 و180 مليون متر مكعب يوميًا خلال الفترة من 4 إلى 11 نوفمبر 2025، في حين أن التشغيل الكامل لتوربينات السد الـ13 يمكن أن يمرر نحو 350-370 مليون متر مكعب يوميًا.

وأضاف إبراهيم أن هذا التغير في التدفقات يؤثر على تشبع التربة وحركة الجزر الطينية في مجرى النيل الأزرق، وكذلك على تشغيل سد الروصيرص السوداني الواقع مباشرة بعد السد الإثيوبي.

وعن الأثر على مصر والسودان، أشار هاني إبراهيم إلى أن التأثيرات ستكون أكثر وضوحًا على المدى المتوسط، خلال شهور أبريل ومايو ويونيو 2026، حيث ستتأثر مستويات المياه في بحيرة السدود في البلدين بما يصل إلى مدى منسوب بحيرة سد النهضة الإثيوبي.

وأوضح أن إثيوبيا تحاول حاليًا الحفاظ على منسوب مرتفع للبحيرة، وهو ما يتعارض مع أسس التشغيل الطبيعي الذي يتطلب تمرير حوالي 285 مليون متر مكعب يوميًا خلال نوفمبر.

وتظهر المتابعات الأخيرة أن منسوب بحيرة سد النهضة يقدر بنحو 639 مترًا، بسعة تخزينية تبلغ حوالي 72 مليار متر مكعب، دون تغيير ملحوظ عن القياسات السابقة، مما يعكس استمرار حالة عدم اليقين في إدارة المياه.