13 نوفمبر 2025 00:37
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

من توت عنخ آمون إلى رمسيس الثالث.. جولة داخل أروع 4 مقابر فرعونية تحبس الأنفاس

مع افتتاح المتحف المصري الكبير مطلع نوفمبر الجاري، عادت أنظار العالم لتتجه نحو سحر الفراعنة الذي لا يبهت، وحضارة لا تزال تحكي للعالم أعظم فصول التاريخ الإنساني. وبينما تتلألأ مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون في قاعات المتحف كنجوم من ذهب، تبقى المقابر الملكية في قلب الصحراء المصرية شواهد حيّة على عبقرية المصري القديم في الفن والهندسة والخلود.

في هذا التقرير، نصحبكم في جولة داخل أجمل أربع مقابر فرعونية، تلك التي حيرت العلماء، وأبهرت الزوار، وخلّدت أسماء ملوكها عبر آلاف السنين.

في الرابع من نوفمبر عام 1922، كانت الأقصر على موعد مع أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين.

العالم البريطاني هوارد كارتر أزاح الرمال عن مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون في وادي الملوك، لتنفجر دهشة العالم من روعة ما خُبئ في باطن الأرض.

لم تُمسّ المقبرة بسوء، فبدت وكأن الملك غادرها للتو، محتفظًا بعرشه الذهبي وتاجه ومجوهراته وتماثيله المقدسة. ومنذ ذلك اليوم، تحوّل اكتشاف المقبرة إلى أسطورة خالدة ألهمت الباحثين وصنعت شهرة مصر الأبدية في مجال الآثار.

في عام 1940م، وبينما كانت نذر الحرب العالمية الثانية تشتعل، اكتُشفت مقبرة الفرعون بسوسنس الأول في مدينة تانيس شمال الدلتا.

ورغم أن هذا الاكتشاف لم يحظَ بالاهتمام العالمي الذي نالته مقبرة توت عنخ آمون، فإنها تميّزت بأنها سليمة تمامًا ولم تُنهب قط، لتكشف عن نعشٍ ملكي مصنوع بالكامل من الفضة، فاستحق صاحبها لقب “الفرعون الفضي”.

كان الاكتشاف بمثابة كنز أثري صامت، ظل محتفظًا بسحره الخاص حتى أعاد العلماء تسليط الضوء عليه في العقود اللاحقة.

في قلب تل العمارنة، تتوارى واحدة من أكثر المقابر إثارة وغموضًا في تاريخ الفراعنة: مقبرة إخناتون، الملك الذي دعا إلى عبادة الشمس.

تتكون المقبرة من ثلاث حجرات تفيض بالدراما الإنسانية؛ حيث تُظهر النقوش إخناتون وزوجته نفرتيتي وهما يبكيان ابنتهما مكيت آتن، في مشهد نادر يجسد الحزن الأبوي في أبهى صوره.

وفي جدران المقبرة، تتعانق الرموز الدينية مع الأسى الإنساني، لتروي قصة ملكٍ آمن بالنور والبعث والحياة بعد الموت.

في وادي الملوك بمدينة القرنة بالأقصر، تمتد مقبرة الملك رمسيس الثالث بعمق 180 مترًا في قلب جبل القرنة، حاملة الرقم KV11.

تحفّ جدرانها نقوش هيروغليفية مبهرة من كتاب الموتى، بينما يتلألأ سقفها المزين بالنجوم والتعاويذ على خلفية ذهبية تبهر الزائرين.

اكتُشفت المقبرة عام 1767 على يد جيمس بروس، وما زالت حتى اليوم إحدى أكثر المقابر إبهارًا من حيث التصميم والدقة والخيال الفني الذي يعكس ذروة العمارة الجنائزية الفرعونية.

من قلب الرمال خرجت هذه المقابر لتعيد تعريف معنى الخلود، ولتؤكد أن الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد تاريخ، بل رواية لا تنتهي تُروى كل يوم للعالم بلغتها الخالدة: الدهشة.