14 نوفمبر 2025 15:30
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ذكرى ميلاد يوسف عيد.. نجم الكوميديا المصرية الذي ترك بصمة لا تُنسى

تحلّ اليوم ذكرى ميلاد الفنان يوسف عيد، أحد أبرز الوجوه الكوميدية التي ارتبطت بذاكرة الجمهور المصري، رغم أن مسيرته الفنية لم تعتمد على الأدوار الكبيرة أو البطولات المطلقة.

امتلك يوسف عيد حضورًا فريدًا وطاقة كوميدية خاصة، وقدرة نادرة على خطف المشهد بابتسامة أو جملة واحدة فقط، ورغم بساطة ملامحه وأدواره، ظل اسمه علامة مميزة في كل عمل شارك فيه، ليصبح من تلك الشخصيات الفنية التي لا يمكن أن تُنسى مهما مر الزمن.

ولد يوسف عيد في حي الجمالية بالقاهرة يوم 14 نوفمبر 1948، ونشأ داخل أسرة بسيطة، والتحق بالتعليم الأزهري حتى حصل على الثانوية الأزهرية.

ومع مرور الوقت شعر يوسف أن الطريق الحقيقي له يكمن في الفن، فترك الدراسة الجامعية لينطلق وراء حلمه الذي راوده منذ الصغر.

بدأ مشواره الفني في منتصف السبعينيات، عندما كان في السابعة والعشرين من عمره تقريبًا، من خلال مشاركته في مسرحية «نحن لا نحب الكوسة»، حيث لفت الأنظار سريعًا بفضل حضوره المختلف وقدرته على الإضحاك التلقائي.

ثم انتقل إلى السينما من خلال دور صغير في فيلم «شقة في وسط البلد»، وهو الدور الذي فتح له باب المشاركة في أعمال أخرى متنوعة بين المسرح والسينما والتلفزيون.

على مدار عقود، قدّم يوسف عيد أكثر من 240 عملًا، ورغم أن معظم أدواره كانت قصيرة أو ثانوية، فقد نجح في ترك بصمة قوية في الذاكرة الفنية، وكان يمتلك القدرة على سرقة الأضواء في مشهد واحد فقط. أصبحت تعليقاته وإفيهاته جزءًا من تراث الكوميديا المصرية، مثل شخصية زكريا الدرديري في فيلم «الناظر»، وشخصية “بوب مارلي النسخة الشعبية” في فيلم «الحرب العالمية الثالثة».

تميّز يوسف عيد بعلاقاته الإنسانية الدافئة داخل الوسط الفني، وكان معروفًا بطيبة قلبه وروح الدعابة التي لا تنطفئ. وعلى الرغم من نجاحه الفني، مرّ في نهاية حياته ببعض المتاعب الصحية، حيث أجرى عملية جراحية في عينه اليمنى بسبب مشكلات الإبصار، إلا أنه واصل العمل دون توقف تقريبًا حتى وفاته.

رحل يوسف عيد عن عالمنا في 22 سبتمبر 2014 إثر أزمة قلبية مفاجئة داخل منزله، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا من الأعمال التي لا يزال الجمهور يستعيدها ويبتسم عند مشاهدتها، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الكوميديا المصرية إلى الأبد.