لحم النعام.. ركود في الأسواق رغم تراجع السعر والفنادق والمنتجعات الأكثر طلبا

في تطور يعكس حالة السوق خلال الفترة الحالية، برزت أسعار لحوم النعام كأحد الموضوعات التي تشغل اهتمام العديد من المستهلكين، خاصة بعد أن أصبح هذا النوع من اللحوم خيارًا مطلوبًا لدى فئات معينة تبحث عن بديل صحي منخفض الدهون والكوليسترول.
ورغم أن لحم النعام لا يزال سلعة مرتفعة السعر مقارنة باللحوم التقليدية، إلا أن مستويات الأسعار شهدت مؤخرًا قدرًا من الثبات النسبي، ما فتح باب التساؤلات حول مستقبل هذا القطاع داخل السوق المصرية.
وتشير البيانات المتداولة في الأسواق إلى أن سعر كيلو لحم النعام يتفاوت من مكان لآخر تبعًا لعوامل عدة؛ منها جودة التذكية، ظروف التربية، وتكاليف الإنتاج.
ورغم ذلك، يتراوح السعر الحالي بين 350 و390 جنيهًا للكيلو، وهو معدل يحافظ على قدر واضح من الاستقرار مقارنة بفترات سابقة شهدت تقلبات ملحوظة.
ويظل الطلب الأكبر على لحم النعام صادرًا من الفنادق والمنتجعات السياحية، إلى جانب فئة محدودة من المستهلكين الذين يفضلونه لأسباب صحية.
وقال الدكتور عبد الرحمن طلبة، أستاذ التغذية الحيوانية والنعام، إن سوق لحم النعام يسير في اتجاه ثابت خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن ثبات الأسعار لا يرتبط بزيادة في الإقبال، بل باستمرار العوامل الإنتاجية ذاتها.
وأضاف أن سعر كتكوت النعام عمر أسبوع يتراوح حاليًا بين 1200 و1400 جنيه، بعد انخفاض كبير شهدته السوق خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
انخفاض ملحوظ في أسعار الكتاكيت خلال 3 أعوام
وفي السياق ذاته، أوضح طلبة أن أسعار كتاكيت النعام شهدت تراجعًا حادًا من 3400 جنيه للكتكوت الواحد إلى نحو 1200 جنيه فقط في الوقت الحالي.
وعزا هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب على التربية من قِبل المزارع، إلى جانب عزوف بعض المستهلكين عن شراء لحم النعام بسبب ارتفاع ثمنه مقارنة باللحوم الأخرى الأكثر شيوعًا.
الإقبال محدود وأسعاره تمنع انتشاره
وأكد أن الإقبال على لحم النعام ما يزال ضعيفًا رغم فوائده الصحية الكبيرة، حيث يمثل ارتفاع سعر الكيلو عاملًا رئيسيًا في الحد من انتشاره بين الجمهور.
وتبقى الفنادق والمنتجعات السياحية هي المستهلك الأكبر له، بينما يلجأ إليه بعض المرضى بناءً على توصيات طبية، خصوصًا مرضى القلب، نظرًا لانخفاض الدهون والكوليسترول مقارنة باللحوم الحمراء والدواجن التقليدية.
تحديات تربوية ووفيات مرتفعة
وكشف طلبة عن أن الإنتاج السنوي لمزارع النعام في مصر يتراوح بين 7 و10 آلاف كتكوت فقط، وهو رقم يعبر عن محدودية حجم الصناعة.
وتواجه المزارع تحديات كبيرة أبرزها ارتفاع نسبة الوفيات بين فروخ النعام، والتي قد تصل إلى 30%، بل ترتفع أحيانًا إلى 50% خلال الشهور الأولى من العمر بسبب ضعف المناعة. وبيّن أن فروخ النعام لا تُظهر أعراضًا واضحة عند المرض، وهو ما يجعل اكتشاف الإصابات صعبًا دون الاعتماد على التحاليل الدورية والمتابعة المستمرة.
وبين ثبات الأسعار وضعف الإقبال وارتفاع معدلات النفوق، يبدو أن صناعة النعام في مصر تحتاج إلى دعم أكبر ووعي أوسع بين المستهلكين للاستفادة من القيمة الصحية العالية لهذا النوع من اللحوم، مع ضرورة تطوير نظم التربية لتقليل الخسائر ورفع نسب الإنتاج في المستقبل.


تعليقات 0