مشروع أمريكي يفتح باب الحجز لإرسال رفات البشر إلى مدار الكوكب الأحمر بحلول 2030

في خطوة تعد الأولى من نوعها في تاريخ السفر الفضائي الخاص، أعلنت شركة Celestis الأمريكية، المتخصصة في تكريم الموتى عبر الفضاء،فتح باب الحجز لمشروعها الجديد “Mars300″، الذي يستهدف إرسال بقايا بشرية وعينات من الحمض النووي إلى مدار حول كوكب المريخ بحلول عام 2030.

يوفر المشروع تجربة فريدة لتخليد ذكرى الراحلين خارج حدود الأرض، مقابل 24,995 دولارًا للمشارك، مع إمكانية حجز المقعد عبر وديعة بنسبة 10%. وأوضحت الشركة أن المدفوعات تودع في حساب ائتماني مؤمّن حتى اكتمال ترتيبات الإطلاق واختيار مزود الرحلة، مؤكدة أن عدد المقاعد ما زال محدودًا.

تأسست Celestis في تكساس عام 1997، ونفذت منذ ذلك الحين مهام عدة لوضع بقايا بشرية وحيوانية في مدار الأرض، شملت تكريم شخصيات بارزة مثل نجوم “ستار تريك” وعلماء فضاء معروفين، إلى جانب إرسال رفات حيوانات أليفة. لكن مهمة Mars300 تمثل الاختبار الأول لوضع رفات بشر في مدار كوكب آخر.

من المقرر إطلاق المهمة كبضائع ثانوية على مركبة شحن مستقبلية متجهة إلى المريخ، مع ترجيحات بأن تعتمد على صاروخ “ستارشيب” من سبيس إكس، باعتباره الخيار الأقدر حاليًا على تنفيذ هذه الرحلات.

ولا يزال موعد الإطلاق النهائي رهن الترتيبات التقنية والتحديات المالية واللوجستية المرتبطة بالمشروع.

وصف تشارلز تشافير، الرئيس التنفيذي للشركة، المشروع بأنه «الخطوة التالية للبشرية نحو النجوم»، معتبرًا أنه يجمع بين العلم والاستكشاف ويمتد بالإنسان بعد وفاته إلى آفاق غير مسبوقة.

ورغم الطابع الرمزي للمهمة، يثير المشروع نقاشًا علميًا واسعًا حول حماية البيئة الفضائية، خصوصًا مع التزام بروتوكولات COSPAR التي تشدد على منع تلوث الأجرام السماوية بالميكروبات الأرضية، ما يفرض معايير دقيقة وعمليات تطهير صارمة قبل إرسال أي مواد بيولوجية إلى المريخ.