خريطة المستقبل الرقمى فى مصر.. كيفية إعادة هندسة الدولة بذكاء صناعى وبنية تكنولوجية عملاقة

فى سباق عالمى محموم نحو الرقمنة، تبدو مصر وكأنها تعيد رسم خريطة المستقبل بملامح أكثر طموحًا وجاذبية. فمن قطاع اتصالات شهد قفزات قياسية، إلى خدمات حكومية باتت على بُعد ضغطة زر، وصولًا إلى صناعة إلكترونيات تُولد من جديد، يروى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، فى حوار خاص، قصة تحول شامل يقوده قطاع بات أحد محركات الاقتصاد المصرى الأكثر قوة.
لم يعد قطاع الاتصالات قطاعًا خدميًّا هامشيًّا، بل صار ، وفق الوزير ، واحدًا من أسرع القطاعات نموًا بمعدل يتراوح بين 14 و16% سنويًا على مدار سبع سنوات متتالية، وارتفعت مساهمته فى الناتج المحلى إلى 6%.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة استراتيجية محكمة تقوم على جذب الاستثمارات، وتحديث البنية الرقمية، ورفع كفاءة الكوادر البشرية، وهو ما جعل مصر بيئة مفضلة لعمالقة التكنولوجيا العالميين.
خدمات رقمية بين يدى المواطن
أصبحت منصة مصر الرقمية حديث المواطنين بعد أن جمعت أكثر من 200 خدمة حكومية فى 23 حزمة مختلفة.
ويوضح الوزير أن التطبيقات الجديدة مثل «توكيلاتى» و«دعمى» و«قضاياى» و«الأحوال الشخصية» أحدثت ثورة فى التعاملات اليومية، بعدما سجلت المنصة أكثر من 10 ملايين مستخدم، مع خطط توسع مستمر لتحويل خدمات الدولة بالكامل إلى العالم الرقمى.
صناعة التعهيد.. من مركز إقليمى إلى قوة عالمية
مصر اليوم واحدة من أبرز وجهات التعهيد عالميًا؛ فصادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات قفزت إلى 7.4 مليار دولار، بينما تضاعفت صادرات التعهيد إلى 4.8 مليار دولار فى 2025.
كما شهدت المنظومة دخول 240 شركة تمتلك أكثر من 270 مركزًا على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى توقيع 55 مذكرة تفاهم جديدة تخلق 75 ألف فرصة عمل جديدة.
وفق الوزير، أصبحت مصر قبلة لكبرى الشركات العالمية فى مجال الهواتف المحمولة والإلكترونيات، بعد جذب 15 علامة تجارية كبرى بطاقة إنتاجية 20 مليون وحدة سنويًا، وبنسبة تصنيع محلى تجاوزت 40%.
إعداد جيل رقمى قادر على المنافسة العالمية
بمنظومة تدريبية تستهدف 800 ألف متدرب سنويًا، وبرامج مثل «مهارة-تك» التى تقدم 450 ساعة تدريبية فى 25 تخصصًا، تبنى الوزارة جيلاً جديدًا من المبرمجين ومهندسى الذكاء الاصطناعى.
كما تعزز مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية وجامعة مصر للمعلوماتية ريادة مصر فى تأهيل الشباب لسوق العمل الدولى.
ذكاء اصطناعى برؤية وطنية شاملة
الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى – بنسختها الثانية – تضم ستة محاور رئيسية تشمل:
توفير موارد حوسبة متقدمة
تنظيم البيانات وحوكمتها
تطوير أنظمة ذكية فى الصحة والتعليم والخدمات
تأهيل 30 ألف مهندس متخصص بحلول 2030
نشر الوعى المجتمعى
إعداد تشريعات صارمة لضمان الاستخدام المسؤول
خدمات رقمية للسيارات.. الطريق إلى “النقل الذكى”
تستخدم الوزارة تقنيات إنترنت الأشياء لتوفير حلول تتبع ذكية، وأنظمة استغاثة تلقائية، وتحليلات لأداء المركبات، ما يعزز السلامة المرورية ويوفر الوقت والوقود، ويمهد لتطوير منظومة نقل تعتمد بالكامل على التكنولوجيا.
استثمارات ضخمة فى البنية التحتية للإنترنت
بضخ 6 مليارات دولار، قفزت سرعة الإنترنت الثابت من 6.7 ميجابت عام 2019 إلى 89.77 ميجابت، لتصبح مصر الأولى أفريقيًا.
كما ارتفع عدد محطات المحمول من 7 آلاف إلى 35 ألف برج، وتم إطلاق خدمات WiFi Calling والجيل الخامس وeSIM.
تم الانتهاء من تطوير 4082 مكتب بريد، مع إضافة الأكشاك والسيارات المتنقلة، وإطلاق خدمات جديدة مثل “وصلها إكسبريس” و«بريدى» للبريد الإلكترونى المسجل، مما يضع البريد فى قلب التحول الرقمى للدولة.


تعليقات 0