الجيش السوداني يخوض معارك ضارية غرب كردفان ويوقف تقدم الدعم السريع في بابنوسة

في تصعيد ميداني هو الأعنف منذ أسابيع، اندلعت مواجهات واسعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، حيث تمكنت القوات المسلحة من إحباط هجوم واسع استهدف مقر الفرقة 22، مُلحقـةً خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، سواء في الأرواح أو العتاد.
وتشير المعلومات الواردة من داخل السودان إلى أن العمليات القتالية ما زالت متواصلة في بابنوسة، وهي مدينة تعد ذات أهمية استراتيجية باعتبارها آخر نقاط الوجود العسكري الرئيسي للجيش في المنطقة، إضافة إلى احتضانها الفرقة الثانية، ما يجعل السيطرة عليها هدفًا محوريًا لقوات الدعم السريع.
تفاصيل ميدانية
وبحسب إفادات مصادر عسكرية تحدثت لمراسل إحدى القنوات الإخبارية في الخرطوم، فقد تكبّد الدعم السريع خلال الساعات الماضية خسائر فادحة، شملت مقتل عدد من أبرز قياداته، إلى جانب تدمير آليات قتالية ومركبات دفع رباعي استخدمت في الهجوم.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش السوداني واصلت التقدم داخل المدينة، مع قيام وحدات المشاة بملاحقة مجموعات الدعم السريع التي حاولت التراجع إلى الأطراف.
كما دخلت المسيّرات الحربية على خط المواجهة، حيث شنّ سلاح الطيران التابع للجيش ضربات دقيقة على تجمعات ومواقع مراقبة للدعم السريع في إقليم كردفان، خاصة في محيط مدينة الفولة، التي تُعد مركزًا رئيسيًا لحشود الدعم السريع التي كانت تستعد للتوجه نحو بابنوسة قبل بدايات الاشتباكات الأخيرة.
نزوح واسع للسكان
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، غادر معظم سكان مدينة بابنوسة منازلهم قبل خمسة أيام، وفق شهادات ميدانية، نتيجة حدة الاشتباكات واتساع نطاق القصف، بينما يمتد التوتر إلى مناطق أخرى داخل إقليم كردفان، أبرزها بارا ومواقع قريبة من الغُبَيْط، حيث تشهد تلك المناطق معارك مماثلة بعد نجاح الجيش السوداني في استعادة بلدات كانت خاضعة لسيطرة الدعم السريع خلال الفترة الماضية.
المشهد الميداني في كردفان ما يزال مفتوحًا على تطورات جديدة، وسط تحركات مكثفة للقوات المسلحة ومحاولات مضادة من الدعم السريع لاستعادة زمام المبادرة في واحدة من أكثر الجبهات اشتعالًا داخل السودان.


تعليقات 0