17 نوفمبر 2025 08:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«تصاعد خطير».. السودان يشتعل من جديد وكردفان تتحول إلى ساحة صراع

تزداد الأوضاع في السودان تعقيدا يوما بعد يوم مع اتساع رقعة المعارك في إقليم كردفان، رغم كل النداءات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار والتحذيرات المتكررة من أن الصراع المسلح لن يجلب للبلاد سوى مزيد من الانهيار الإنساني.

وبرغم الإدانات الدولية لجرائم  مليشيا الدعم السريع والجهود الأمريكية المكثفة، إلا أن هناك إصرار من الجيش السوداني على تخليص البلاد من مليشيا الدعم السريع، والمحافظة على وحدة وسلامة أراض السودان، والحفاظ على مقدراته والممتلكات العامة والخاصة.

من جانبها أيضا تصر مليشيا الدعم السريع على مواصلة القتال، ورفض الهدنة، مما يدفع السودان إلى مرحلة جديدة من التصعيد المفتوح.

كردفان في قلب النار
خلال الأيام الأخيرة، تصاعدت حدة المواجهات بشكل لافت في كردفان، خاصة بعد أن رفض الجيش الهدنة واستمر في شن عملياته العسكرية.

ويعود التركيز على هذا الأقليم لأنه يشكل حلقة وصل استراتيجية بين الخرطوم ووسط البلاد ودارفور، ما يجعله نقطة حاسمة في مسار الحرب. وتتحول مدينة بابنوسة، الواقعة غرب كردفان، إلى ساحة معركة شرسة بوصفها آخر مواقع الجيش في المنطقة، بينما تحشد مليشيا الدعم السريع تعزيزاتها في محيطها سعيا للسيطرة عليها كونها ممرا أساسيا لخطوط الإمداد.

إصرار على التصعيد 
وفي تصريحات لبرنامج التاسعة عبر قناة سكاي نيوز عربية، أوضح الكاتب والباحث السياسي السوداني شوقي عبدالعظيم أن استمرار المواجهات يعكس بوضوح رغبة الطرفين في الحل العسكري، مؤكدًا أن كلاهما لا يبدي استعدادًا لأي تهدئة أو حتى هدنة إنسانية.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، كان يعمل على إعلان هدنة خلال هذا الشهر، لكنها تلاشت تماما مع اتساع رقعة القتال في كردفان.

وأضاف أن الجيش يعزز مواقعه انطلاقا من الولايات الشرقية والخرطوم، بينما تعتمد مليشيا الدعم السريع على الدعم القادم من الولايات الغربية والحدود مع جنوب السودان، وهو ما يجعل كردفان منطقة فاصلة ستحدد شكل الصراع لكنها لن تحسمه نهائيا، لأن الحرب في السودان كما قال ستظل مفتوحة ولا تمنح أي طرف فرصة للحسم الكامل.

تحذيرات دولية من تفاقم المأساة 
لم تهدأ الأصوات الدولية التي تحذر من المضي في الخيار العسكري، فقد جدد مسؤولون أمريكيون من بينهم المبعوث السابق دونالد بوث ومستشار الرئيس الأمريكي السابق للشؤون الإفريقية مسعد بولوس تأكيدهم أن الحل العسكري غير ممكن. ووصف بوث ما يجري في السودان بأنه كارثة تتفاقم كل يوم، مشيرا إلى أن تاريخ البلاد أثبت استحالة حسم الصراع بقوة السلاح.

أما بولوس فاعتبر السودان يعيش اليوم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، موضحا أن مقترح الهدنة الإنسانية الذي قدمته واشنطن لم ينفذ، وأن الجهود ستستمر مع الرباعية والشركاء للبحث عن مخرج سياسي.

خسائر بشرية فادحة
تكشف بيانات الأمم المتحدة عن سقوط مئة وخمسين ألف قتيل سوداني منذ اندلاع الحرب قبل عامين، ومع ذلك لا تزال وتيرة المعارك ترتفع خصوصا في كردفان حيث تتقدم مليشيا الدعم السريع نحو بابنوسة، بينما يواصل الجيش الدفاع عن خطوطه حول مدينة الأبيض ذات الأهمية الاقتصادية والعسكرية.