تنخفض الحرارة وتزداد الإصابات.. كيف تحمي طفلك من فيروسات الشتاء؟

تزايدت هذا العام معدلات إصابة الأطفال بالأمراض الموسمية بوتيرة لافتة مع الهبوط المفاجئ في درجات الحرارة، وهو ما جعل كثيرًا من الأسر تواجه موجة من نزلات البرد والإنفلونزا والفيروسات المنتشرة في بدايات الشتاء، خاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة ممن يتمتعون بمناعة أضعف ويختلطون يوميًا بزملائهم داخل المدارس ودور الحضانة.
وفي ظل الانتشار المتسارع للعدوى، تبرز أسئلة ملحّة حول أكثر الطرق فاعلية لحماية الصغار وفقًا للتوصيات الصحية الدولية، ومن بينها إرشادات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، وآراء متخصصي طب الأطفال والأمراض المعدية.
أولًا: متابعة التطعيمات الأساسية بدقة
تعد اللقاحات خط الدفاع الأول ضد الأمراض الخطيرة التي ينشط انتشارها خلال موسم الشتاء، ولا تقتصر أهميتها على حماية الطفل وحده، بل تمتد لتقليل فرص إصابة من حوله داخل المدرسة أو الحضانة، وكذلك كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة في المنزل.
وفي ظل تراجع معدلات التطعيم خلال فترة جائحة كورونا، أصبح من الضروري مراجعة دفتر التطعيمات والتأكد من استكمال الجرعات الأساسية، مع مراعاة أهمية لقاح الإنفلونزا الموسمية المتاح للأطفال بدايةً من عمر 6 أشهر في بعض الحالات، ورذاذ الأنف للأطفال فوق العامين.
ثانيًا: الحصول على الجرعات الإضافية عند الإعلان عنها
قد تشهد بعض الدول حملات تطعيم إضافية نتيجة اكتشاف فيروسات أو بقايا منها في البيئة، كما حدث في المملكة المتحدة بعد رصد آثار لفيروس شلل الأطفال في مياه الصرف.
ورغم أن الخطر العام منخفض، إلا أن توفير جرعات تنشيطية يمثل إجراءً وقائيًا مهمًا لتعزيز المناعة. المتابعة المستمرة للتحديثات الصحية في منطقتك خطوة ضرورية لضمان حماية أفضل للأطفال.
ثالثًا: غرس قواعد النظافة الشخصية في سلوك الطفل
تنتقل معظم فيروسات الشتاء عبر الرذاذ أو اللمس، ما يجعل النظافة الشخصية عنصرًا أساسيًا في تقليل العدوى. ويجب تدريب الطفل على:
- غسل اليدين بالصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية
- استخدام المناديل عند السعال أو العطس
- تغطية الفم والأنف بالذراع عند غياب المناديل
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية
- الابتعاد عن المصابين بأعراض مرضية
هذه السلوكيات تقلل من انتشار الفيروسات داخل المدرسة والمنزل، وتؤسس لعادات صحية طويلة الأمد.
رابعًا: التعرف المبكر على أعراض العدوى الشائعة شتاءً
تتشابه العديد من أمراض الشتاء في بدايتها، ما يستلزم وعيًا أكبر لدى الأهل لرصد العلامات المبكرة. من أبرز الفيروسات المنتشرة:
الإنفلونزا الموسمية
تتسبب في حرارة مرتفعة، آلام بالجسد، احتقان، إرهاق شديد وسعال جاف. ورغم أنها شائعة، إلا أن مضاعفاتها قد تكون خطيرة لدى الأطفال، كالتهاب الرئة أو الأذن.
الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)
يهاجم الأطفال الأقل من عامين، ويتسبب في التهاب القصيبات، وصعوبة التنفس، وسعال مستمر، ويكون أكثر خطورة لدى الرضع والخدّج.
الحمى القرمزية
عدوى بكتيرية شديدة العدوى، تظهر بطفح جلدي وردي، والتهاب حلق، وارتفاع حرارة، وتتطلب مضادًا حيويًا لتفادي المضاعفات.
خامسًا: الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب أو الطوارئ
يُنصح بالتوجه للطبيب فورًا عند:
- استمرار الحرارة المرتفعة
- صعوبة التنفس أو صدور صوت غير طبيعي
- رفض الطعام أو الرضاعة
- علامات الجفاف
- خمول غير معتاد
- تغيّر لون الشفاه إلى الأزرق
أما التوجه الفوري للطوارئ فيلزم عند:
- توقف التنفس لثوانٍ
- ضيق شديد في التنفس
- فقدان الوعي أو عدم الاستجابة
- ازرقاق الوجه أو اللسان
سادسًا: إبقاء الطفل في المنزل عند ظهور إصابات معدية
يجب بقاء الطفل في المنزل إذا كان يعاني من:
- القيء أو الإسهال حتى مرور 48 ساعة على اختفاء الأعراض
- حرارة مرتفعة مع كحة قوية
- عدوى تتطلب الراحة والرعاية المنزلية
الهدف من ذلك حماية الطفل ومن حوله، ومنع انتقال العدوى داخل المدرسة.
بهذه الإجراءات المتكاملة، يمكن للأسر الحفاظ على صحة أطفالها خلال الموسم الشتوي، وتقليل فرص العدوى، وضمان موسم أكثر أمانًا بعيدًا عن الإصابات المتكررة.


تعليقات 0