الصحراء تبوح بأسرارها.. واحة أم الصغير أصغر قرى مصر تنبض بالمياه الساخنة
وحياة تراثية لا تشبه سوى نفسها

في قلب الصحراء الغربية، حيث يبدو الأفق بلا نهاية، تقف واحة قارة أم الصغير كأنها مشهد من أسطورة قديمة، أو قطعة من فيلم سينمائي خرجت لتنبض بالحياة. فهي أصغر واحة مصرية مأهولة بالسكان، لكنها الأكثر عزلة ودهشة، ويُطلق عليها البعض “جارة أم الصغير” لجمالها وخصوصيتها الثقافية.
الواحة تعيش على إيقاع بدائي أصيل؛ أهلها يحافظون على عاداتهم وتراثهم الفريد، ويتحدثون العربية والأمازيغية على خطى جيرانهم في سيوة. وتعتمد الحياة فيها على زراعة النخيل والزيتون وبعض المحاصيل البسيطة التي تكفي احتياجات السكان.
ورغم أن مشهد الواحة يبدو كحكاية من زمنٍ بعيد، فإن حضور الدولة حديثًا أحدث تغييرًا واضحًا في تفاصيل الحياة، إذ جرى إنشاء مدرسة، وأحواض تبريد لمياه العيون الساخنة، وتوفير وسيلة مواصلات عند الضرورة، إلى جانب دعمٍ عيني ومالي في مناسبات خاصة، خاصة قبل شهر رمضان المبارك.
إداريًا، تتبع قرية قارة أم الصغير مركز واحة سيوة، وتبعد عنها نحو 90 كيلومترًا في الشمال الشرقي، فيما تفصلها 300 كيلومتر عن مدينة مرسى مطروح جنوبًا.
ولا توجد طرق مواصلات عامة تربطها بغيرها، ما يجعل الوصول إليها مرهونًا بتصاريح أمنية مسبقة، وكأن من يرغب في اكتشافها عليه أن يعبر بوابة إلى عالم آخر.


تعليقات 0