18 نوفمبر 2025 14:18
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

دراسة علمية تؤكد:  شبكية العين نافذة لرصد صحة القلب والشيخوخة

كشفت دراسة علمية حديثة أن الأوعية الدموية في شبكية العين تُعد مؤشرًا مهمًا لصحة القلب والجسم بشكل عام، بما يشمل متوسط العمر وعلامات الشيخوخة المبكرة، وفقًا لما نشره موقع Prevention.

وقد تناولت الدراسة، المنشورة في مجلة ScienceAdvances، تحليل التصوير الشبكي وبيانات العين الوراثية لأكثر من 74 ألف شخص، مستكشفة كيف يمكن للشبكات الدقيقة للأوعية الدموية في شبكية العين أن تعكس حالة الدورة الدموية في الجسم بأكمله.

أظهرت النتائج أن الأفراد الذين يمتلكون أوعية دموية دقيقة أبسط وأقل تشعبًا، يكونون أكثر عرضة للالتهاب، ويزداد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك لأن الأوعية الدموية البسيطة تُظهر مرونة أقل، وقد تشير إلى ضعف أو تلف في تدفق الدم، وهو ما يُعد علامة تحذيرية لحالات الجهاز الدوري.

بالمقابل، الأشخاص الذين تتسم أوعيتهم الدموية بالتعقيد والتشعب، يعيشون لفترة أطول، ويتمتعون بصحة قلبية أفضل وأنظمة وعائية أكثر تكيفًا مع الجسم.

كما حدد الباحثون جينات وبروتينات دم محددة، أبرزها بروتين MMP12 ومستقبل IgG-Fc IIb، والتي قد تسهم في هذه النتائج عبر دعم الالتهاب المرتبط بالشيخوخة.

وتُعرف هذه البروتينات بدورها في الالتهاب المزمن منخفض الدرجة المصاحب لتقدم العمر، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

فمثلاً، يساهم MMP12 في إعادة تشكيل الأنسجة، لكنه قد يزيد من تلف الأوعية الدموية مع التقدم في العمر، بينما يرتبط مستقبل IgG-Fc IIb بالاستجابة المناعية والعمليات الالتهابية التي تؤثر على الشيخوخة.

أظهرت الدراسات أن الالتهاب المزمن يمكن أن يسرع تلف الشرايين ويؤدي إلى النوبات القلبية وأمراض الشرايين الطرفية والسكتات الدماغية، وقد تسهم العلاجات الموجهة لهذه البروتينات في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، مع الحاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد فعالية هذه الاستراتيجيات.

أوضح الخبراء أن شبكية العين تمثل المكان الوحيد في الجسم الذي يمكن فيه مراقبة الأوعية الدموية وقياسها بشكل مباشر وغير جراحي، دون الحاجة إلى خزعة.

تحتوي شبكية العين على شبكة وعائية مشابهة للشبكات الموجودة في الدماغ والكلى، ما يجعلها مرآة لصحة الشخص العامة. وقد ساعدت فحوصات توسيع حدقة العين على مدى سنوات طويلة الأطباء في فحص هذه الشبكة الوعائية، وتمكينهم من تشخيص المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الخفية، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم.

نظرًا لأن الأوعية الدموية في العين تعكس حالة الأوعية في أجزاء أخرى من الجسم، فإن دراسة شبكية العين تساعد أيضًا في الكشف المبكر عن التغيرات الأيضية المرتبطة بأمراض الغدد الصماء، والجهاز المناعي الذاتي، والجهاز العصبي، وغيرها من الأنظمة الحيوية.

تتعرض شرايين الشبكية للضغوط نفسها التي تواجهها بقية الأوعية الدموية في الجسم، لذلك غالبًا ما تعكس حالتها الصحية صحة بقية الأوعية الدموية.

يُنصح بإجراء فحوصات العين السنوية بانتظام، ليس فقط للحفاظ على صحة البصر، بل للكشف المبكر عن الحالات الصحية الخطيرة الأخرى. ويمكن لأطباء البصريات تحديد أكثر من 270 حالة صحية خطيرة عبر فحص العين، ووضع خطط وقائية شخصية لتحسين الصحة العامة.

وتشمل هذه الفحوصات تصوير الشبكية المتقدم وتوسيع حدقة العين، الذي يُعد وسيلة فعالة لتقييم ضغط الدم، وداء السكري، ومستوى الكوليسترول، وغيرها من الحالات، وبالتالي، يُعتبر تصوير شبكية العين أداة وقائية مهمة ينبغي اعتمادها لتقليل مخاطر الأمراض الخطيرة.