بين F-35 و”سو-57″… زيارة بن سلمان للبيت الأبيض تشعل سباق النفوذ

لفت رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد الأنظار وهو يتفقد المقاتلة الروسية المتطورة سو-57، الخصم الأبرز للطائرة الأمريكية الشهيرة F-35. خطوة بدت، في نظر كثيرين، أكثر من مجرد جولة بروتوكولية بين أجنحة المعرض.

جاء هذا المشهد بالتزامن مع لحظة سياسية حساسة في واشنطن، حيث كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل البيت الأبيض.

وخلال الزيارة، أعلن ترامب عن حزمة استثنائية من التسهيلات للمملكة، تضمنت:

الموافقة رسميًا على بيع طائرات F-35 للسعودية، وهي الطائرة التي طالما سعت إليها دول المنطقة.

السماح بإنشاء مفاعل نووي مدني داخل المملكة، في خطوة تُعد من أكثر الملفات حساسية في الشرق الأوسط.

دعم مسار إقامة دولة فلسطينية وفق قرار مجلس الأمن الأخير، رغم المعارضة الإسرائيلية الصريحة.

هذه المكاسب الكبرى أعادت رسم ملامح ميزان النفوذ الإقليمي، ودفعت مراقبين إلى قراءة جولة محمد بن زايد حول المقاتلة الروسية كرسالة غير مباشرة تعبّر عن خيبة أمل إماراتية؛ إذ كانت أبوظبي تتوقع الحصول على طائرات F-35 عقب اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

في المقابل، حصلت الرياض على ما تريده من دون السير في طريق التطبيع، الأمر الذي يعكس اختلافًا واضحًا في تعامل واشنطن مع حلفائها في المنطقة، ويشير إلى أن علاقة أمريكا بالسعودية باتت تتمتع بزخم سياسي أكبر مقارنة بالفترة الأخيرة من العلاقات مع الإمارات.