ترامب يدخل على خط النار في السودان.. هل تضع الحرب أوزارها؟

يعود الملف السوداني إلى الواجهة الدولية بزخم غير مسبوق بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته الانخراط المباشر في جهود إنهاء الحرب الدائرة هناك، مستندًا إلى تعاون إقليمي يضم الإمارات والسعودية ومصر، إضافة إلى شركاء آخرين في المنطقة في خطوة بدت كإشارة قوية إلى احتمال فتح صفحة جديدة في مسار الأزمة التي أثقلت السودان وشعبه.
الأزمة دفعت المجتمع الدولي إلى البحث عن نافذة انفراج حقيقية بعد شهور طويلة من المواجهات والانهيار الإنساني، ويتساءل مراقبون عما إذا كان دخول واشنطن بهذا المستوى سيشكل نقطة تحول يمكن البناء عليها لإطلاق حل تنتظره البلاد منذ اندلاع النار الأولى.
تحرك رئاسي مباشر
جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر في الولايات المتحدة؛ حيث أوضح أنه تلقى طلبا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتدخل من أجل وقف النزاع، مؤكدا أنه أنهى ثماني حروب خلال مسيرته السياسية، ويتطلع إلى دور حاسم جديد هذه المرة.
ووصف السودان بأنه أصبح من أكثر الأماكن عنفا، ويشهد واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
وتحدث عن طلبات تلقاها من قادة دوليين للتدخل، واستخدام نفوذ الرئاسة الأمريكية لوقف ما يجري، مشددًا على أن السودان قابل للإصلاح إذا توافرت إرادة مشتركة وتعاون منسق بين الدول الشريكة.
قراءة أولية للموقف الأمريكي
يرى محلل الشؤون الأمريكية في “سكاي نيوز عربية” موفق حرب أن اهتمام الرئيس الأمريكي بملف السودان يشكل تطورا إيجابيا، إلا أن الحديث عن ضغط مباشر من واشنطن ما يزال مبكرا، موضحا أن ما يظهر حاليا هو تزايد الاهتمام، ولكنه لم يصل بعد إلى حد تخصيص وقت وجهد دبلوماسي مكثف من جانب الرئيس.
وأشار إلى أن الدليل الحقيقي على جدية هذا التحرك سيتمثل في هوية المبعوث الذي سيكلف بالملف؛ حيث إن طرح أسماء مثل ماركو روبيو، أو جاريد كوشنر سيعكس مستوى أعلى من الالتزام الأمريكي.
وأضاف أن التطورات الميدانية أقنعت المجتمع الدولي بأنه لا حل عسكريا في السودان، ما يعيد إحياء الجهود الدبلوماسية من جديد، ويرجح أن يلجأ ترامب إلى وسائل غير تقليدية قد تحقق اختراقا مفاجئا؛ خاصة أنه لا يحب الفشل، وقد يتخذ خطوات مباشرة مثل دعوة الأطراف إلى البيت الأبيض، أو إرسال شخصية رفيعة إلى الخرطوم إذا لمس فرصة حقيقية لنجاح سريع، لكنه في الوقت ذاته سيبحث عن ضمانات واضحة قبل وضع ثقله الكامل في ملف معقد كهذا.
وأوضح أن بداية المسار الأمريكي ستكون عبر إيجاد أرضية مشتركة مع دول الرباعية الإمارات والسعودية ومصر إلى جانب واشنطن تمهيدا لفرض آلية مشتركة على الأطراف المتحاربة باعتبارها الخطوة الأولى قبل أي ضغط سياسي أو دولي واسع.
ملف السودان يرتقي إلى مستوى الرئاسة
من أديس أبابا يشير عثمان فضل الله رئيس تحرير مجلة أفق جديد إلى أن انتقال ملف السودان إلى مستوى الرئاسة الأمريكية يمثل نقطة فارقة في المسار الإنساني والسياسي للحرب، موضحا أن تعقيدات الأزمة باتت الآن أمام القيادة الأمريكية مباشرة؛ وهو ما يفتح الباب أمام دفع أقوى بكثير من الذي شهدته المرحلة السابقة.
وتابع أن إعلان ترامب العمل مع الإمارات والسعودية ومصر يعني أن تحركه لن يبتعد عن رواية الرباعية بل سيبنى على ما وصلت إليه هذه الدول في جهودها السابقة.
وأكد أن الرباعية عملت خلال الأشهر الماضية على إعداد مقترح متماسك للهدنة الإنسانية، ولذلك فمن المتوقع أن ينطلق ترامب من هذا الأساس مع إمكانية تطوير بعض التفاصيل؛ بما يتناسب مع الثقل الأمريكي الجديد.
آفاق التسوية واحتمالات التعقيد
واعتبر فضل الله أن دخول واشنطن في المسار الدبلوماسي منسجما مع جهود الرباعية قد يقود إلى نتائج أسرع بالنظر إلى شخصية الرئيس الأمريكي وتأثيره الواسع.
وشدد على ضرورة أن يكون التدخل الأمريكي واضح الهدف، وهو إنهاء الحرب، وتمكين المسار المدني.


تعليقات 0