«أربكت المشهد الدولي».. خطة أمريكية مسرّبة تكشف ملامح التسوية بين موسكو وكييف

في خضمّ تعقيدات الحرب الروسية الأوكرانية وامتدادها لسنوات ظهرت إلى العلن وثيقة وُصفت بالسرية تكشف للمرة الأولى صورة شبه مكتملة لما تقول وسائل إعلام أوكرانية إنها خطة السلام الأمريكية لإنهاء الحرب، وقد أثار تسريبها اهتماما دوليا واسعا لما تتضمنه من بنود سياسية وعسكرية واقتصادية وإنسانية ترسم ملامح اتفاق شامل قد يعيد تشكيل التوازنات في أوروبا والعالم.
وبينما لم يصدر تأكيد رسمي حول صحتها فإن حجم التفاصيل الواردة فيها يعكس وجود مسار دبلوماسي يجري بهدوء خلف الكواليس بحثا عن صيغة توقف نزيفا طال وأدخل القارة الأوروبية في مرحلة غير مسبوقة.
الأسس السياسية للخطة
تشير الوثيقة إلى أن الخطة تعتمد على ثمانية محاور رئيسية تبدأ بتأكيد سيادة أوكرانيا ومنحها ضمانات أمنية أمريكية مشروطة مقابل تعديل دستوري يمنع انضمامها إلى حلف الناتو، مع تثبيت موقف الحلف الذي يؤكد أن أوكرانيا لن تصبح عضوا فيه في خطوة تعكس تنازلا سياسيا كبيرا يهدف إلى وضع أساس أولي لتسوية سياسية طويلة الأمد.
ترتيبات أمنية حساسة
تتضمن الخطة تحديد حجم القوات الأوكرانية وإبقاء البلاد دولة غير نووية إضافة إلى ترتيبات إقليمية مثيرة للجدل تشمل اعتراف كييف بسيادة روسيا على القرم ودونيتسك ولوجانسك مع تجميد خطوط التماس في خيرسون وزابوروجيا، وإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحت السيطرة الروسية، كما تنص على منع نشر قوات الناتو داخل أوكرانيا مقابل نشر مقاتلات للحلف في بولندا، وبدء حوار أمني موسع بين الولايات المتحدة والناتو وروسيا مع إنشاء مجموعة عمل أمريكية روسية لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.
مشروع اقتصادي لإعادة الإعمار
توضح الوثيقة أن الخطة تتضمن إطلاق مشروع ضخم لإعادة إعمار أوكرانيا بتمويل أمريكي أوروبي يعتمد على مئة مليار دولار من الأصول الروسية المجمّدة، تحصل الولايات المتحدة على نصف أرباحها، إضافة إلى إنشاء صندوق دولي لتنمية أوكرانيا وتطوير البنية التحتية وقطاع الطاقة، كما تتضمن رفع العقوبات عن روسيا تدريجيا وعودتها إلى مجموعة الثماني، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، بما يسهم في إعادة دمج موسكو في النظام الاقتصادي العالمي.
محور إنساني واسع
في الجانب الإنساني تدعو الخطة إلى تبادل شامل للأسرى، وعودة المدنيين، والأطفال إلى أوطانهم إضافة إلى برامج تعليمية وإنسانية واسعة.
كما تنص على تخلّي أوكرانيا عما تسميه الوثيقة الأيديولوجية النازية، وهي صياغة ذات حساسية سياسية تعكس مطالب روسية متكررة.
ملف الطاقة وترتيبات الانتخابات
تتضمن الخطة تشغيل محطة زابوروجيه النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع توزيع الكهرباء بين موسكو وكييف بنسبة متساوية خمسين في المئة لكل طرف، كما تنص على إجراء انتخابات أوكرانية خلال مئة يوم من توقيع الاتفاق، وإصدار عفو عام يشمل جميع المشاركين في الحرب، وإنشاء مجلس للسلام بإشراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان تنفيذ البنود، وفرض عقوبات على أي خروقات محتملة؛ بما يضمن متابعة دقيقة لمسار التسوية.


تعليقات 0