21 نوفمبر 2025 12:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

اكتشاف أحفوري جديد في أستراليا يعيد كتابة تاريخ تطور الحيتان الأولى

في تحول علمي يفتح بابًا واسعًا لإعادة قراءة تاريخ الحيتان، تمكن فريق من الباحثين في أستراليا من الكشف عن بقايا متحجرة لنوع غير معروف سابقًا من الحيتان البدائية، وهو الاكتشاف الذي وصفته صحيفة “الكرونيستا” بأنه خطوة مفصلية تعيد ترتيب ما هو معروف عن مسار تطور هذه الكائنات البحرية الضخمة.

وتشير التفاصيل إلى أن الأحافير المكتشفة على سواحل ولاية فيكتوريا تعود لحيوان ما قبل التاريخ يُعرف باسم Janjucetus dullardi، ليتضح من خلال تحليله أنه كان مفترسًا قويًا يجوب البحار قبل ما يزيد على 26 مليون عام.

الكائن المكتشف، رغم حجمه المحدود، كان يمثل أحد أقدم أسلاف الحيتان الحديثة، لكنه امتلك صفات هجومية جعلته مفترسًا قاتلًا.

فقد تميز بعيون كبيرة جدًا في حجم كرة التنس وموجهة للأمام لتحقيق رؤية ثلاثية دقيقة، إضافة إلى خطم قصير ملائم للهجوم السريع، وأسنان حادة للتقطيع والافتراس. أما طوله، فكان لا يتجاوز نحو مترين في صغاره، مما يجعله مزيجًا غير مألوف بين هيئة الحيتان وقدرات القروش.

وقد وصفه الباحث رويري دانكان بقوله إنه “يشبه قرشًا في جسد حوت صغير، يبدو وديعًا لكنه أبعد ما يكون عن اللطف”.

قصة ظهور هذا النوع بدأت في عام 2019، حين عثر المواطن الأسترالي روس دولارد خلال نزهة ساحلية على قطع بدت له كصخور عادية، لكنه سلّمها إلى متحف فيكتوريا، وهناك تبيّن أنها جزء من أحافير نوع لم يكن معروفًا من قبل.

الباحث إيريك فيتزجيرالد أكد أن مبادرة روس كانت حاسمة، قائلاً: “لو لم يُبلّغ عن اكتشافه، لظل فصل كامل من تاريخ تطور الحيتان مجهولًا تمامًا”.
وينتمي هذا الحيوان إلى مجموعة تُعرف باسم المامالودونتيدات، وهي مرحلة انتقالية بين الحيتان الأولى وأسلافها البرية. وتمتاز هذه المجموعة بعدّة خصائص، منها أنها عاشت بين 30 و23 مليون سنة، وانتشرت في أنحاء نصف الكرة الجنوبي، ولم يُعرف منها حتى الآن سوى أربعة أنواع فقط، مما يجعل إضافة نوع جديد إليها حدثًا بالغ الأهمية.
ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف يضيء جانبًا مهمًا من الرحلة الطويلة التي خاضتها الحيتان عبر الزمن، حين تحولت من كائنات صغيرة مفترسة تعتمد على الأسنان إلى عمالقة بحرية بلا أسنان تعتمد على الترشيح في غذائها، مما يعيد رسم الخطوط الأولى لتاريخ هذه الكائنات المهيبة.