21 نوفمبر 2025 13:38
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

فرنسا تضع خطة طوارئ وطنية قبل صراع مسلح مع روسيا.. التفاصيل

في خطوة غير مسبوقة على المستوى الأوروبي، أصدرت الحكومة الفرنسية مجموعة من التوصيات لمواطنيها استعدادًا لاحتمال نشوب صراع مسلح مع روسيا، وذلك في إطار رفع مستوى الاستعداد الوطني وتعزيز القدرة الدفاعية للشعب.

وأكدت وزيرة الدفاع الفرنسية، كاثرين فوتريان، على أهمية تعزيز الروح الوطنية الدفاعية باعتبارها القوة المعنوية الأساسية لأي أمة، والتي لا يمكن لأي دولة تجاوزها أو تحديها دون وجودها، مشددة على أن الاستعداد لا يعني الحتمية بل يقوي القدرة الجماعية على مواجهة أي تهديد محتمل.

وجاءت هذه التصريحات عقب حديث قائد أركان الجيش الفرنسي، الجنرال فابيان ماندون، الذي دعا المواطنين إلى التحلي بالوعي الكامل لاحتمال خسارة أبنائهم في حال نشوب حرب في أوروبا، مؤكدًا ضرورة أن تكون فرنسا جاهزة نفسيًا وعسكريًا لأي مواجهة مستقبلية.

وقد أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعًا بين الأطياف السياسية المختلفة، من اليسار الراديكالي إلى اليمين المتطرف، معتبرين أن الحكومة تهيئ البلاد لإمكانية صراع مع روسيا. من جهتها، أوضحت وزيرة الدفاع أن كلام الجنرال قد أُخرج من سياقه وأن الهدف الحقيقي هو رفع الوعي الوطني وليس الترويج للحرب.

خطة طوارئ منازل المواطنين

في إطار خطة الطوارئ، نشرت الحكومة الفرنسية دليلًا شاملاً تحت عنوان “الجميع مسؤولون“، يوضح الخطوات الأساسية لكل منزل لضمان الاستعداد لأي أزمة محتملة، سواء كانت عسكرية أو طبيعية أو صحية.

ويشمل هذا الدليل تجهيز عدة طوارئ تكفي لمدة ثلاثة أيام، تحتوي على: ستة لترات من الماء لكل شخص، وطعام معلب، وأدوية أساسية، وراديو يعمل بالبطاريات، ومصباح يدوي، إلى جانب ألعاب وكتب لتوفير التسلية والتخفيف من التوتر النفسي خلال الأزمات، وفق ما أوردته شبكة يورونيوز الإسبانية.

كما تتضمن الاستعدادات الفرنسية إطلاق خدمة عسكرية تطوعية، تهدف إلى إشراك المواطنين في المجهود الوطني، والمساهمة في حماية البلاد ومواجهة أي تهديد محتمل، بالإضافة إلى التعامل مع الكوارث الطبيعية والأوبئة والأزمات الأخرى التي قد تواجه الدولة.

التحذيرات الاستراتيجية والأفق العسكري

ويشير التقرير الاستراتيجي الوطني الفرنسي 2025 إلى أن البلاد بحاجة إلى الاستعداد لاحتمال تدخل عسكري كبير وعالي الكثافة في أوروبا خلال الفترة بين 2027 و2030.

وأكد التقرير على أن أي هجوم روسي على دولة عضو في حلف الناتو سيستدعي مشاركة القوات الفرنسية بموجب المادة الخامسة لمعاهدة واشنطن، والتي تنص على الالتزام الدفاعي الجماعي بين الأعضاء.

ويشدد الجنرال ماندون في خطاباته على أن قوة الروح الوطنية ووعي المواطنين أمر حاسم، محذرًا من أن فرنسا ستواجه مخاطر كبيرة إذا لم تهيئ نفسها لقبول التضحيات الاقتصادية والشخصية اللازمة لتعزيز الإنتاج الدفاعي والتجهيز لمواجهة أي تهديد محتمل من روسيا، والتي تعتبرها السلطات الفرنسية تهديدًا متزايدًا بحلول عام 2030.