البعثة الفرنسية تكشف 225 تمثالًا ملكيًا ونقوشًا جديدة في مقبرة تانيس

أعلنت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة في منطقة آثار صان الحجر “تانيس” بمحافظة الشرقية عن اكتشاف كنز أثري مهم داخل إحدى المقابر الملكية، وذلك تحت إشراف الدكتور فريدريك بيريدو من جامعة السوربون، ضمن أعمال التنقيب المستمرة التي تسعى لفهم أسرار المقابر الملكية في دلتا مصر.

اكتشاف 225 تمثالًا جنائزيًا ملكيًا في تانيس بالشرقية

وأفاد بيان وزارة السياحة والآثار المصرية أن البعثة اكتشفت خلال تنظيف أرضية الغرفة الشمالية بمقبرة الملك أوسركون الثاني، مجموعة ضخمة من 225 تمثالًا جنائزيًا “أوشابتي” تعود للملك شوشنق الثالث، أحد أبرز ملوك الأسرة 22. وتم العثور على هذه التماثيل في أماكنها الأصلية ضمن طبقات متراكمة من الطمي، بجوار تابوت جرانيتي غير منقوش سبق اكتشافه.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف يُمثل إضافة علمية هامة، ويعد من أبرز الاكتشافات التي شهدتها مقابر تانيس منذ عام 1946.

وأوضح أن التحليلات الأولية تشير إلى أن التابوت الجرانيتي المجهول يعود للملك شوشنق الثالث، ما يفتح الباب أمام دراسات متعمقة حول أساليب الدفن الملكي في تلك الحقبة، وما إذا كانت مقتنيات الملك قد نُقلت إلى مقبرة أوسركون الثاني لحمايتها لاحقًا.

وأشار محمد عبدالبديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن البعثة تمكنت أيضًا من الكشف عن نقوش جديدة وغير معروفة سابقًا داخل الغرفة الشمالية، ما يعزز فهم الباحثين لتطور أساليب استخدام المقابر الملكية وطرق الدفن خلال الأسرة 22.

ومن جانبه، أوضح الدكتور فريدريك بيريدو أن المرحلة المقبلة ستشهد إجراء دراسات أثرية دقيقة لهذه النقوش، إضافة إلى مواصلة أعمال التنظيف التي قد تكشف عن معلومات إضافية حول ظروف دفن الملك شوشنق الثالث، وذلك ضمن مشروع شامل لحماية المقبرة الملكية يتضمن إقامة مظلة حديثة، وخفض الأملاح، وتنظيف العناصر المعمارية المحيطة.