22 نوفمبر 2025 03:50
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

«المقرئة التي كسرت قيود الزمان والمكان ».. سكينة حسن أول صوت نسائي يتلو القرآن في الإذاعة

سطعت أسماء نسائية في صفحات التلاوة التي سجلتها الإذاعة المصرية في بدايات القرن العشرين، وكانت الشيخة سكينة حسن أبرزهن، إذ جسدت تحديًا كبيرًا أمام الموانع الدينية والاجتماعية في زمن كان فيه صوت المرأة ممنوعًا من البث الإذاعي. صوتها العذب اجتاز حدود المكان والزمان، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ التلاوة المصرية.

نشأتها ومسيرتها المبكرة

ولدت الشيخة سكينة حسن في محافظة أسيوط في أواخر القرن التاسع عشر، وتختلف الروايات بين عامي 1892 و1896.

حفظت القرآن الكريم في صغرها وأتقنت أحكامه، وبدأ صوتها يشق طريقه إلى القلوب في الأجواء النسائية، مثل ليالي المآتم، حيث اعتاد الناس على سماع تلاوتها، وكان كبار القراء يشهدون بخشوع دقتها وجمال صوتها.

دورها في الإذاعة المصرية والتسجيل الصوتي


سكينة حسن كانت أول امرأة مصرية تُقبل كمقرئة في الإذاعة المصرية، وسجلت القرآن الكريم على أسطوانات صوتية، وهو إنجاز نادر في زمن قلّت فيه مشاركة النساء في البث.

امتاز صوتها بالعذوبة والجمال، وكانت محط اهتمام الجمهور والمثقفين على حد سواء، واعتبرت رمزًا للشجاعة والإبداع في مجال التلاوة.

الفتوى وتأثيرها على مسيرتها

بعد فترة من التألق، صدرت فتوى تقول إن صوت المرأة عورة عند إذاعة القرآن، مما دفع سكينة حسن إلى التوقف عن التلاوة العامة والتسجيل، لكنها لم تتوقف عن العطاء الفني، بل انتقلت إلى الغناء الديني والغنائي، وقدمت أعمالًا مثل “أحب في فؤادي” و”سهام عيونك”، محتفظةً بحضورها الفني حتى وفاتها عام 1948.

إرثها التاريخي وأثرها في الإعلام

سكينة حسن كانت من أبرز المقرئات التاريخيات إلى جانب أسماء مثل كريمة العدلية، ومنيرة عبده، ونبوية النحاس، وشهدت فترة منع المقرئات احتجاجات كثيرة من الجمهور على حرمانهم من سماع أصوات النساء في القرآن.

وذكرتها الحلقة الثالثة من برنامج “دولة التلاوة” الذي يُعرض على قنوات CBC وDMC والناس والحياة ومنصة WATCH IT، مؤكدةً دورها كجزء مهم من التراث الصوتي الإسلامي في مصر.