شباب الجامعات في قلب سيناء…رحلة لجامعة العريش لاكتشاف التنمية والأمان

استقبلت جامعة العريش أولى وفود الجامعات المصرية ضمن الزيارات التي تُنفَّذ بالتنسيق مع قوات الدفاع الشعبي والعسكري، تنفيذًا لمبادرة وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة انفتاح الشباب على سيناء وزيارة مواقع التنمية والإنجاز على أرضها.

وتأتي هذه الزيارة وسط اهتمام رسمي واسع، حيث جرت برعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، واللواء أ.ح هشام حسني قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، إضافة إلى المتابعة الحثيثة من الدكتور حسن الدمرداش رئيس جامعة العريش، الذي أكد أن فتح أبواب سيناء أمام الشباب يأتي “ترجمة لرؤية الدولة في بناء جيل مدرك لحجم التضحيات وحجم المشروعات التي تُقام يومًا بعد يوم”.

استقبلت الجامعة الفوج الأول من طلاب جامعات: بنها، قناة السويس، وبني سويف، وسط أجواء احتفالية عكست حرارة الترحيب ورغبة الجامعة في تعريف الطلاب بحقيقة ما يجري على الأرض من تنمية وأمن واستقرار.

البرنامج الذي تم إعداده قاد الطلاب في جولة ميدانية بين المنشآت الحيوية والمشروعات القومية التي تشهدها المحافظة؛ مشروعاتٌ لم يعد سماعها في الأخبار كافيًا، فزيارتها على أرض واقع سيناء تمنح الشباب صورة حيّة، وتفتح مداركهم على حجم الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة إعمار وبناء هذه البقعة الغالية.

خلال الزيارة، عُقدت جلسات حوارية جمعت قيادات الجامعة بالطلاب، حيث تم التأكيد على دور الشباب في نقل الحقيقة، وتعزيز الوعي، ودحض الشائعات التي تستهدف تشويه النجاحات المصرية في سيناء.

وأكد أحد مسؤولي قوات الدفاع الشعبي والعسكري خلال لقائه بالطلاب أن: “سيناء لم تعد مجرد موقع استراتيجي، بل أصبحت نموذجًا للتنمية والصمود، ووجودكم هنا جزء من مسؤوليتكم تجاه الوطن”.

كما شدد خبراء التنمية المرافقون للوفد على أن حجم التغيير الذي تشهده سيناء خلال السنوات الأخيرة يُعد “أكبر عملية إعادة إعمار شهدتها المنطقة منذ عقود”، الأمر الذي يجعل زيارة الطلاب “ضرورة معرفية ووطنية، وليست مجرد نشاط جامعي”.

وخلال كلمته، أكد الدكتور حسن الدمرداش أن الجامعة لا تفتح أبوابها للطلاب فقط، بل تفتح أمامهم نافذة واسعة على سيناء الجديدة. وقال:
“نحن لا نقدّم فقط زيارة، نحن نزرع وعيًا ونسلّح الشباب بالمعرفة. سيناء اليوم تنبض بالحياة، وعلى كل طالب أن يرى ذلك بعينيه”.

وأشار محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور إلى أن المحافظة تعيش مرحلة غير مسبوقة من التقدم، موضحًا أن المشروعات التعليمية والصحية والزراعية والبنية التحتية التي تُنفذ الآن هي “ثمار رؤية القيادة السياسية وإصرار الدولة على تعويض سيناء عن سنوات طويلة من التحديات”.

تأتي هذه الزيارات في إطار برنامج وطني شامل يستهدف دمج الشباب مع مؤسسات الدولة، وتقريبهم من مواقع العمل الوطني الكبرى، بحيث يكون لكل شاب دور في رؤية مصر 2030 والتنمية المستدامة.

ووفقًا لمسؤول في التعليم العالي، فإن الوزارة تسعى لجعل زيارة سيناء “أحد أهم البرامج السنوية للجامعات المصرية”، لضمان مشاركة آلاف الطلاب في رحلة وعي وبناء تعزز روح الانتماء وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للمشاركة الوطنية.

غادر الطلاب جامعة العريش حاملين انطباعات لم يلمسوها إلا حين شاهدوا بعينهم كيف تُصنع التنمية في سيناء. حيث أكد العديد من الطلاب أن الزيارة “غيّرت الصورة الذهنية تمامًا” وزادت شعورهم بالفخر بما تحققه الدولة في هذه المنطقة.

وفي نهاية البرنامج، رفعت جامعة العريش وقوات الدفاع الشعبي والعسكري رسالة واضحة:
“سيناء مفتوحة لشباب مصر… ليعرفوا، ويشاركوا، ويكونوا جزءًا من مستقبلها”.