22 نوفمبر 2025 23:03
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الضغط الأمريكي على نيجيريا.. مزاعم اضطهاد المسيحيين وأهداف خفية

أثار تصعيد الخطاب الأمريكي حول ما يسمى “اضطهاد المسيحيين” في نيجيريا جدلاً واسعاً بين المحللين السياسيين، حيث يشير تحليل استراتيجي حديث إلى أن هذه السردية لا تستند إلى الوقائع الميدانية أو الإحصاءات الرسمية، وإنما تُوظف كأداة ضغط جيوبوليتيكي تهدف بالأساس إلى الحد من النفوذ المتزايد للصين في القارة الإفريقية.

ويؤكد التحليل أن العنف في نيجيريا يتسم بطبيعته العابرة للأديان، إذ تقع بؤر العنف الأكثر كثافة في الولايات الشمالية ذات الأغلبية المسلمة، فيما يشكل الضحايا المسلمون الغالبية العظمى.

ويعود السبب الرئيس للعنف إلى اقتصاد الجريمة واللصوصية والإرهاب العشوائي، وليس حملة ممنهجة ضد المسيحيين. كما يشير التقرير إلى أن التعايش بين الأديان في نيجيريا متجذر، حيث تتداخل الممارسات الدينية داخل العائلات والمجتمعات، خصوصاً في الجنوب، وأن وجود شخصيات مسيحية في هرم السلطة الفيدرالية يثبت التوازن في القيادة.

ويرى التحليل أن دوافع التصعيد الأمريكي متعددة، أبرزها استخدام الخطاب كأداة انتخابية لتعبئة الناخبين الإنجيليين المحافظين، واستثمار تحالفات مع لوبيات داعمة لإسرائيل لتضخيم فكرة “العداء الإسلامي للمسيحية” في إفريقيا.

وعلى المستوى الجيوبوليتيكي، يمثل توسيع التعاون الاقتصادي بين نيجيريا والصين تهديداً لمصالح واشنطن، خصوصاً في مجال النفط والمعادن النادرة وتمويل مشاريع البنية التحتية والموانئ العملاقة، إضافة إلى وضع نيجيريا ضمن شراكة البريكس بلاس.

ويحذر التقرير من أن الاستراتيجية الأمريكية قد تسفر عن نتائج عكسية، من بينها تفكيك التوازن الوطني عبر تعزيز شعور بعض الجماعات بالإقصاء، منح شرعية لحركات انفصالية مثل “بيافرا”، ودفع نيجيريا أكثر نحو تبني الصين كخيار اقتصادي استراتيجي.

ويخلص التحليل إلى أن استخدام ورقة “الاضطهاد الديني” يعد أداة ابتزازية تهدف لإبقاء نيجيريا ضمن دائرة النفوذ الغربي، لكنها في الوقت نفسه قد تُعزز من استقلالية القرار الاقتصادي النيجيري على المدى الطويل.