إعصار «فينا» يعصف بداروين ويغلق المطار.. ليلة رعب تعيد ذكريات «تراسي»

شهدت مدينة داروين الأسترالية ليلة استثنائية بعدما ضربها إعصار «فينا» الاستوائي برياح مدمرة تجاوزت سرعتها 205 كيلومترات في الساعة، ما أجبر السلطات على إغلاق مطار داروين الدولي بالكامل وتفعيل حالة الطوارئ في أرجاء المدينة.
الإعصار، المصنّف من الفئة الثالثة، اجتاح العاصمة الإقليمية مساء السبت قبل أن يواصل تقدمه مبتعدًا عنها صباح الأحد، لكنه ترك خلفه مساحات واسعة متضررة، وخطوط كهرباء مقطوعة، وأشجارًا مقتلعة، في مشهد أعاد إلى الأذهان إعصار «تراسي» الكارثي الذي محا المدينة تقريبًا في عيد الميلاد عام 1974.
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية أن «فينا» يُعد من الأعاصير الشديدة القادرة على إحداث أضرار جسيمة بالمباني والبنية التحتية، وهو ما برز بالفعل في الساعات الأولى بعد مروره، حسب التقارير الميدانية.
وأعلن مطار داروين الدولي—الذي أغلق احترازيًا منذ مساء السبت—أنه يعمل على استعادة عملياته «فور التأكد من جاهزيتها»، بينما لا تزال الرياح العاتية والأمطار الغزيرة تضرب أجزاء من المدينة.
وفي بيان عاجل، حذرت وكالة الطوارئ SecureNT سكان داروين من الاقتراب من خطوط الكهرباء المقطوعة، مشددة على أن «الوقت الحالي غير مناسب لأي جولات أو تحرك غير ضروري بسبب المخاطر القائمة».
من جانبها، أفادت شركة الكهرباء والمياه الحكومية بأنها لم تتمكن بعد من تحديد عدد المنازل التي فقدت التيار الكهربائي، مؤكدة أن فرق الصيانة بدأت مع أول ضوء للصباح في تقييم الأضرار.
ووفق هيئة الإذاعة الأسترالية، فقد تعرضت عدة منازل وبنى تحتية لدمار متفاوت، لكن دون تسجيل إصابات خطيرة حتى الآن—وهو ما اعتبرته السلطات «أمرًا إيجابيًا وسط هذه العاصفة العنيفة».
ويأتي هذا فيما تتعرض أستراليا في السنوات الأخيرة لموجة متزايدة من الظواهر المناخية الحادة، وكان آخرها إعصار «ألفريد» الذي ضرب ولاية كوينزلاند في مارس الماضي وتسبب في انقطاعات واسعة للكهرباء وإغلاق المدارس.


تعليقات 0