23 نوفمبر 2025 15:43
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

خطة التهجير التي أسقطها السيسي..أسرار من داخل كتاب أخطر رجل في الموساد

في واحدة من أخطر الاعترافات العلنية الصادرة عن مسؤول إسرائيلي رفيع، يكشف يوسي كوهين، المدير السابق لجهاز الموساد، في كتابه الجديد «بالأحابيل تصنع لك حرباً»، أنه صاحب خطة تهجير مليون ونصف فلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.

ورغم محاولاته تصوير الفكرة باعتبارها «هجرة مؤقتة»، إلا أن التفاصيل التي يرويها تُظهر حجم الرهانات التي حاولت تل أبيب تمريرها وكيف أسقطتها القاهرة في اللحظة الحاسمة.

خطة خطيرة.. وكواليس اتصالات سرية

يقول كوهين إن الكابنيت الإسرائيلي وافق بالإجماع على خطته، وكلفه رسميًا بإقناع دول عربية بتطبيقها، تحت ذريعة «حماية المدنيين من العمليات العسكرية».
وانطلق الرجل الذي شغل أخطر منصب استخباراتي في إسرائيل في جولات سرية شملت دولًا عربية عدة، لكنه فوجئ بما وصفه بـ«الخوف العميق من أن يتحول التهجير المؤقت إلى تهجير أبدي».

ولتأكيد الطابع المؤقت للترحيل، يقول كوهين إنه سعى للحصول على ضمانات دولية مكتوبة من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند.

لكن الموقف الحاسم جاء من القاهرة.

السيسي يرفض بشكل قاطع ويسقط الخطة كاملة

بحسب كوهين، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صاحب الموقف الأكثر وضوحًا وحسمًا؛ إذ رفض تمامًا الخطة الإسرائيلية، وأبلغ الوسطاء بأن أمن مصر القومي خط أحمر، وأن توطين الفلسطينيين خارج أرضهم،بأي صيغة،هو أمر غير قابل للنقاش.

رفض القاهرة أوقف المشروع بكامله، ودفع إسرائيل لإعادة النظر في مسار خططها داخل القطاع.

توتر داخل إسرائيل

يروي كوهين أنه كان المرشح لقيادة فريق التفاوض حول صفقة تبادل الأسرى بعد سقوط خطة التهجير، لكنه يؤكد أن قادة الأجهزة الأمنية المنافسة له أفشلوا تكليفه، في واحد من مشاهد الصراع الداخلي بين أقطاب الأمن الإسرائيلي.

غرور يفضح الدعاية: كيف يعترف كوهين بفشل إسرائيل إعلامياً؟

رغم تأكيده الدائم على ضرورة «التواضع»، يكشف كوهين في كتابه نظرة متعالية تجاه الرأي العام العالمي الذي أدان جرائم الحرب في غزة.
فهو لا يرى أن المشكلة في العمليات الوحشية التي قتلت عشرات الآلاف، بل في «فشل الدعاية الإسرائيلية» في تبرير تلك العمليات للعالم.

ويتجاهل كوهين قوة اللوبي الإسرائيلي عالميًا، ويتغافل عن مشاركة يهود معارضين في الاحتجاجات، مركزًا فقط على ما يراه «تفوقًا دعائيًا لحماس».

يفرد الكتاب فصولًا مطولة عن أساليب التجسس في الموساد، حيث يكشف كوهين: أنه تنكر كـ خبير آثار في لبنان، وتقارب مع مسؤولين في السودان بصفته تاجر شاي، ويؤكد أن التجنيد يقوم على ابتزاز الثغرات الإنسانية: المال، الشهوات، الكراهية، الحسد، ويقول بوضوح إن الموساد «يوقع الهدف في الشرك ثم يستغله حتى اللحظة الأخيرة».

شعار الكتاب يعكس هذا المفهوم: «بالأحابيل تصنع لك حرباً».

طموح سياسي

لا يخفي الكتاب محاولة كوهين تمهيد طريقه نحو رئاسة الحكومة الإسرائيلية؛ إذ يصنع لنفسه صورة المسؤول القوي القادر على صناعة السلام بعد إظهار القوة، ويستعرض شهادات لزملاء ودبلوماسيين أجانب يمتدحون دوره.

ويلمح إلى أنه «القائد الذي يمكنه تقديم التنازلات»،ما يثير انتقادات داخل إسرائيل التي ترى أن الكتاب يحمل طموحًا سياسيًا واضحًا.

الموساد والعالم.. من الإرهاب إلى أزمة المناخ

يروي كوهين عشرات القصص عن عمليات مشتركة مع أجهزة استخبارات عالمية، ويؤكد أن دولًا كثيرة «مدينة للموساد» في كشف خلايا إرهابية.
ويذكر عمليات في بلجيكا وأستراليا وتركيا وغيرها.

لكن المفاجئ أن كوهين يصف أزمة المناخ بأنها «الخطر الأكبر على البشرية»، ويدعو إلى تعاون عالمي موسع لمواجهتها،في خروج غير معتاد على الخطاب التقليدي لقادة الموساد.

يكشف كتاب يوسي كوهين منظومة كاملة من العمليات السرية، والأدوار المزدوجة، والاعترافات الأخطر حول محاولة إسرائيل اقتلاع سكان غزة من أرضهم تحت غطاء «الهجرة المؤقتة»،خطة أسقطها الرفض المصري الحاسم.

الكتاب ليس فقط سردًا لمسيرة رجل مخابرات، بل محاولة واضحة لإعادة تشكيل مستقبل كوهين السياسي، وتقديم رؤية لإسرائيل التي يريد أن يقودها: دولة قوية، صلبة، لا تتردد في استخدام القوة، ثم تبيع السلام للعالم.