الغابة المتحجرة بالفيوم شاهد حي على عصور اختفت من الوجود

في قلب الفيوم، حيث تلتقي ملامح الصحراء مع ذاكرة الزمن السحيق، تقف غابة جبل قطراني المتحجرة كأحد أهم الشواهد الجيولوجية في العالم، وواحدة من أبرز كنوز الطبيعة التي تكشف خبايا عمرها ملايين السنين.
هذه المنطقة، الواقعة شمال بحيرة قارون وعلى مساحة شاسعة تصل إلى 110 كيلومترات، تحولت إلى محطة عالمية للباحثين وعشاق الجيولوجيا، بفضل ما تحويه من حفريات نادرة لأشجار وكائنات بحرية وبرية تعود إلى ما يقرب من 34 مليون سنة.
وبحسب هيئة تنشيط السياحة بالفيوم، تُعد الغابة المتحجرة في جبل قطراني من أهم المواقع الجيولوجية في مصر وإفريقيا، إذ تضم بقايا أشجار متحجرة وكائنات عاشت في بيئة شهدت تحولات من بحرية إلى غابات كثيفة بفعل تغيرات مناخية هائلة.
ومؤخرًا، جرى تمهيد المنطقة وتحويلها إلى متحف مفتوح يعرض التكوينات الأحفورية المتناثرة على أرضها، ليعيش الزائر لحظة فريدة بين صخور تحولت إليها أشجار كانت تزدهر قبل ملايين العصور.
تكشف الدراسات الحديثة أن الغابة المتحجرة تمتد لمساحة 30 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على 22 نوعًا من الأشجار بعدد يصل إلى 1126 شجرة متحجرة، يبلغ طول بعضها نحو 44 مترًا.
كما رصد الباحثون وجود بقايا ثمار وأوراق متحفرة وحيوانات ضخمة كانت تعيش في المنطقة، وسط تسجيل 14 رتبة من الكائنات من أصل 28 رتبة معروفة عالميًا.
هذه البقعة ليست مجرد صخور صامتة، بل كتاب مفتوح يروي فصولًا من عصر الأوليجوسين قبل 33 مليون سنة، حين كانت الحياة مختلفة تمامًا عن حاضر اليوم.
ولا تقتصر الظاهرة على الفيوم وحدها، إذ تنتشر مواقع الأخشاب المتحجرة في جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مع مواقع بارزة في الولايات المتحدة والأرجنتين والبرازيل والصين وإندونيسيا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا وأوكرانيا.


تعليقات 0