25 نوفمبر 2025 06:30
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

صرخة لحماية الذاكرة الحضارية.. «اتحاد الآثاريين العرب» يطالب بتحرك دولي لإنقاذ آثار غزة والسودان ولبنان

في وقت تتسارع فيه وتيرة الصراعات والحروب التي تلتهم المدن العربية ومعالمها التاريخية، يرفع اتحاد الآثاريين العرب صوته محذرا من أن التراث المادي في أكثر من دولة يقف على حافة الاندثار.

ومع كل ضربة تتعرض لها المباني التاريخية أو المتاحف أو المواقع الأثرية، يخسر العرب جزءا من ذاكرتهم الحضارية وهويتهم الثقافية، ومن هنا جاء المؤتمر العام الثامن والعشرون للاتحاد ليطلق دعوة واسعة للتحرك الدولي قبل فوات الأوان.

واختتم اتحاد الآثاريين العرب مؤتمره السنوي في مقره بمدينة الشيخ زايد بإصدار توصيات عاجلة تطالب بتحرك دولي لحفظ الآثار في المناطق المنكوبة، وعلى رأسها قطاع غزة والسودان ولبنان.

ودعا الاتحاد إلى تشكيل وفد متخصص في ترميم الآثار لزيارة غزة، والوقوف بشكل مباشر على حجم الأضرار التي لحقت بمواقعها التاريخية نتيجة الحرب، مؤكدا أن مهمة الوفد ليست سياسية بل علمية تهدف إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث مهدد بالطمس.

وشهد المؤتمر الذي أقيم برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي مناقشة مئة وعشرين ورقة بحثية تناولت التحديات التي تواجه التراث العربي في ظل النزاعات، في حضور خبراء من مختلف الدول العربية.

وأكد الكحلاوي أن توصيات المؤتمر تنبع من واقع شديد الصعوبة، فالكثير من المواقع الأثرية في المناطق المتحاربة أصبح عرضة للدمار والنهب، مشيرا إلى أن دور الاتحاد يقتصر على تقديم الرؤية العلمية ورفعها للجهات القادرة على تنفيذها.

وشدد الاتحاد على ضرورة تمكين المختصين العرب من الوصول إلى المواقع المتضررة في غزة والسودان ولبنان، مؤكدا أن حماية التراث لا يمكن أن تنجح دون معاينة ميدانية دقيقة تسبق وضع خطط الترميم والصيانة.

ولفت الكحلاوي إلى أن الحفاظ على الآثار هو جزء من الحفاظ على الهوية الحقيقية للشعوب، وأن المعالم التاريخية ليست مجرد حجارة بل ذاكرة تتوارثها الأجيال.

وحذر الاتحاد من خطورة ما يتعرض له التراث السوداني في ظل الصراع الداخلي، مشيرا إلى أن نهب أكثر من ثلاثين ألف قطعة أثرية من المتاحف يشكل كارثة غير مسبوقة.

وطالب دول الجوار بتشديد الرقابة على الحدود لمنع تهريب المزيد من القطع الأثرية التي تغادر السودان إلى الأسواق غير الشرعية حول العالم.

وأوضح الكحلاوي أن الخطوة التالية تقع على عاتق جامعة الدول العربية واتحاد الجامعات العربية ومنظمة الالكسو، إذ ينبغي عليهم مخاطبة اليونسكو بصورة مباشرة لفتح الطريق أمام التحرك الدولي العاجل.

وترافق ذلك مع دعوات من مجلس الآثاريين العرب لوقف نزيف الدم في السودان، وحماية متاحفه ومواقعه التاريخية من التخريب، إضافة إلى المطالبة بتأمين زيارة ميدانية لوفد متخصص إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأعلن مجلس الآثاريين العرب تخصيص منح دراسية للباحثين من الدول التي تضررت آثارها بالحروب، ومنها فلسطين والسودان ولبنان واليمن والعراق، إلى جانب إنشاء مكتب طوارئ لمتابعة الانتهاكات التي تطال التراث في العالم العربي وتوثيقها ورفعها إلى الجهات المختصة.